د. علي بن حمد الخشيبان

الأجواء السائدة في المنطقة العربية، وفوق مياه الخليج هذه الأيام تحديداً، تشبه العواصف البحرية، حيث التنبؤات توحي بأنها تصل إلى أقصى درجات التأثير، فالانتشار العسكري الهائل والحرب الإعلامية المحتدمة بين الأطراف كلها تطرح أسئلة كبرى حول النهاية المحتملة والموقف العربي المنتظر، فإيران تطرح فكرة «لا حرب ولا تفاوض» مع أمريكا، والولايات المتحدة الأمريكية ترسخ فكرة أن خيار الحرب لن يمنعه سوى خيار التفاوض، وتبدو الأجواء الإعلامية منهمكة في تحليل تلك المعادلة، ولكن الوصول إلى نقطة الانهيار حيث التفاوض أو الحرب عملية محتملة.

هذه المعطيات، وهذا التسارع في الأحداث، يطرحان معالجة واقعية من الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، ذلك لأن هذه الأحداث لا تبعد سوى كيلومترات عن الخليج والدول العربية، ولعل هذه المعالجة أتت مباشرة من المملكة العربية السعودية، حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى عقد قمة عربية، وأخرى خليجية، تهدفان إلى توحيد الصف والموقف من هذه الأزمة، وفق معطيات واضحة حول الدور الإيراني السلبي الذي يستهدف المنطقة العربية كلها من دون استثناء.

العالم العربي اليوم أمام نظام إيراني استبدادي، وأيديولوجيا توسعية هدفها الأزلي منذ قيام الثورة الإيرانية هو الإخلال بمنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية بأكملها ومن دون استثناء، وأمام هذا النظام وتطورات الأحداث في المنطقة تأتي مؤتمرات مكة ليس لتأجيج المواجهة ولكن لبحث فرص السلام الممكنة وتعزيز الأمن في هذه المنطقة بالوسائل المناسبة والخيارات الممكنة مهما كان نوعها، فالدول العربية والخليجية بقيادة السعودية تؤكد أهمية إيجاد الوسائل المناسبة لإيقاف النظام الإيراني وتحييد سلوكه غير المنضبط في المنطقة، ومنعه من خلق سباق تسلح نووي في هذه المنطقة الحساسة من العالم.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

قمم مكة المكرمة، التي تأتي بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- تأتي في إطار تقديم قراءة دقيقة لمتطلبات الأزمة التي تسببت بها إيران، حيث يحصل العالم اليوم على نتائج ساهمت إيران في الوصول إليها خلال العقود الأربعة الماضية، فكل مشكلات المنطقة العربية هي نتاج النظام الإيراني، وما أحدثه من خلل وتدخلات سياسية وعسكرية خلال الأربعين سنة الماضية.