صالح البيضاني

كاتب وصحفي ـ اليمن

تستضيف السعودية اليوم وغداً في «مكة المكرمة» ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي القمم التي تكتسب أهمية استثنائية بالنظر لتوقيت ومكان انعقادها والتحديات التي تعصف بالمنطقة، في ظل الرسائل الإيرانية التي تستهدف أمن العالم وإمداداته وطرق ملاحته.

وقد أكدت الاستجابة السريعة من مختلف الدول العربية والإسلامية لدعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين طارئتين لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية على مستوى الرؤساء اليوم الخميس، إلى جانب القمة الإسلامية التي ستعقد غداً الجمعة، على المكانة الكبيرة التي تحظى بها السعودية على المستويين العربي والدولي.

كما حمل مكان انعقاد القمم الثلاث دلالة إضافية على أهمية التضامن العربي والإسلامي في وجه التهديدات الصادرة من إيران، وأذرعها العسكرية في المنطقة، والتي لم تستثن حتى المقدسات.

وإلى جانب الدلالات السياسية المتعددة التي يحملها مكان وتوقيت الدعوة للقمم الثلاث، يبرز عدد من الملفات الساخنة التي ستوضع على طاولة قيادة العالمين العربي والإسلامي وفي مقدمة ذلك التحديات التي تواجه العرب وتستهدف وحدة المسلمين من خلال ما يقوم به النظام الإيراني، سواء بشكل مباشر عبر ميليشياته في الحرس الثوري وفيلق القدس أو عبر أجنحته الإرهابية في اليمن ولبنان والعراق، والتي بلغت ذروتها بالهجوم الذي طال السفن في المياه الإقليمية قبالة السواحل الإماراتية، وما تلا ذلك من اعتداءات حوثية على المنشآت النفطية السعودية.

سارعت إيران كما تقول الأنباء للانحناء لعاصفة الغضب العربية والدولية تجاه ممارستها التي تستهدف إمدادات النفط العالمية وطرق الملاحة الدولية وأعلنت على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عن استعداد طهران لتوقيع اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج، بعد أيام قليلة فقط من الاعتداءات التي نفذتها الميليشيات التي تأتمر بأمر قائد الحرس الثوري الإيراني الذي كشفت التحقيقات الأمريكية عن تورطه المباشر بحادث الاعتداء على السفن قبالة السواحل الإماراتية.

الدعوة الإيرانية المخاتلة جاءت كما يقول العارفون بمكامن السياسة وأغوارها في الوقت الضائع، وبعد أن وصلت ثقة المجتمع الدولي بنظام طهران إلى ما دون نقطة الصفر، وفي الوقت الذي فقد فيه أكثر المتفائلين الأمل في أن يصلح هذا النظام من سلوكه، ويتوقف عن تصدير الإرهاب والفوضى التي باتت تعصف بدول المنطقة كما هي الحال في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وفي كل مكان تنشط فيه أجندة التخريب الإيرانية عبر ميليشيات مسلحة، يبدو أن طهران غير مستعدة لضمان وقف اعتداءاتها حتى في حال وقّعت اتفاقاً مزعوماً لعدم الاعتداء مع جيرانها.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟