إيمان اليوسف

مرآة قلم

من يقرأ مجموعة الكاتبة الكويتية منى الشمري القصصية «يسقط المطر .. تموت الأميرة»، ثم يشاهد المسلسل «كحل أسود .. قلب أبيض»، يتعرف إلى إحدى أنجح المعالجات الدرامية. التقيت الرائعة منى الشمري في حفل توقيع لعملها «لا موسيقى في الأحمدي»، والذي يُعرض هذا الموسم الرمضاني درامياً وينجح أيضاً.

تحدثت عن تحويلها العمل المكتوب إلى بصري وإضافة شخصيات وأحداث واستيعاب حقيقة اختلاف القارئ عن المُشاهد.

بالحديث عن المجموعات القصصية، والذكاء في المعالجة يبدأ الأمر دائماً بامتلاك لأدوات النقد، والذي يجب ألا يكون حكراً على الناقد أو الكاتب أو القارئ، إنما كل هؤلاء ومن يشاركهم في المنظومة الأدبية مجتمعين.

«رمادي داكن» للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، مجموعة غنية عن التعريف لقاصٍ معروف ببصمته في أدب القصة على المستوى الخليجي والعربي، وهو أيضاً خريج برنامج جامعة آيوا في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سبقني بستة أعوام.

تتصف المجموعة بالسلاسة وسهولة القراءة ومناقشة القضايا الاجتماعية، ويميل طالب الرفاعي إلى استخدام أسلوب المخاطب في السرد والذي لا أراد بكثره.

بين القصص التي تتفق في الهيكل والثيمة، وقفت قصة «دويتو» كبقعة. كجسدٍ ناتئ. تحكي القصة عن مطرب يشارك في حفل خيري ليجد أنه يغني لمجموعة من الصم والبكم. لا يلبث الأمر أن يزداد غرابة بقيام أحد الحاضرين للغناء كـ «دويتو» مع المطرب بلغة غير مفهومة. الغريب تفاعل الحضور مع المطرب. تمايلهم، تفاعلهم وفهمهم مع الكلمات التي لا تُسمع.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


ما الذي أراد طالب بهذه القصة يا ترى؟ ما الرسالة التي تريد أن توصلها لنا «دويتو»، حين تتحدث عن الفن الذي يُعاش ولا يُسمع؟ عن الصم والبكم الذين يشعرون ويحسون بالفن، وعن الفنان الذي يقف حائراً لا يدري كيف تصلهم تلك المشاعر والكلمات؟تساءلت، هل يغني المبدع الحقيقي اليوم في مجتمع لا يعرف لغة إبداعه؟ قد ندرك خيط الإجابة إن عدنا إلى القصة التي بدأت بها هذه المقالة.