إيمان اليوسف

مرآة قلم

لعلها من المقالات القليلة التي سيغلب اهتمامي فيها بالموضوع المتناول أو المُعالج على أسلوب السرد أو تكنيك الكتابة. السبب أهمية وفاعلية الأمر بالإضافة إلى الرغبة في التنويع في طرح صفحة هذا الأسبوع من سلسلتي الجديدة «صفحة من كاتب».

اقتنيت «كحل وحبهان» من سور الأزبكية، الذي لم يشارك هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب. كنت قد سافرت للمشاركة في المعرض مطلع فبراير الماضي، وكانت الزيارة الأولى لي للسور. شدني غلاف الكتاب الذي يحمل صورة الفنانة مديحة كامل. عرفت من الغلاف أن الكتاب يتبع ما يُعرف اليوم بأدب زمن الطيبين وأنني لن أتشارك معظم الذكريات والتفاصيل التي يتحدث عنها عمر طاهر. علمتُ أيضاً أنها ستكون رحلة ممتعة بها الكثير من الطرافة والطعام والسخرية اللاذعة.

وجب علي اختيار صفحة محددة للحديث عنها، المهمة صعبة هذه المرة فقد امتلأت الصفحات بملاحظات الإعجاب وخطوط الرصاص تحت الأسطر. يحلل عمر طاهر المواقف بحرفية عالية ويدخل عميقاً في التفاصيل، في الوقت الذي لا يغفل فيه جرعة مزج كل ذلك بالطعام والطبخ والنوستالجيا الحميمة.

«القدرة على الرؤية تحتاج إلى السلام، وأنا أشعر بعدم الارتياح معظم الوقت»، يجيب بطل الرواية حين يُسأل في حصة الجغرافيا عن أجمل ما رأت عيناه. يقفز عمر طاهر من هذا التساؤل الوجودي العميق كمن يخرج من بئر في وثبة عكسية تتطلب الكثير من اللياقة ليتحدث عما يقلقه، مثل الشخص الذي يظل ممسكاً بكفك بعد السلام، أو أن يثير الإعجاب بالصدفة، أو السؤال عما يريد أن يصير عندما يكبر، و...

لا تخلد «كحل وحبهان» حقبة غنية فقط، لا تنتصر لجيل كامل فقط، لا تبعث النوستالجيا من حيث نأمنها فقط، بل تجعل من الصعب جداً اختيار صفحة واحدة للحديث عنها.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟