عبدالله فدعق

متخصص في الفقه والفكر ــ السعودية

نظّم الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، بالتعاون مع مكتبة الأزهر الجديدة، ومركز نظامي كنجوي الدولي، في شهر أكتوبر الماضي، بالقاهرة، ندوة دولية مميزة، عنوانها «الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكامل»، من أجلِّ أهدافها، وضع أهم القضايا المعاصرة المتعلقة بالقومية والشعبية ومكانة الدين على طاولة النقاش، بين مشاركين مميزين، من مختلف دول العالم.

كان لإشراف فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب؛ الدور الواضح في إنجاح الندوة، ووصول أصدائها إلى المهتمين بالسلام بين البشر جميعاً، دون النظر إلى جنس، أو جنسية، أو دين، أو معتقد؛ كما أكدت الندوة على عزم فضيلته في المضي قدماً بالجهود القديمة التي بذلت منذ سنوات في هذا الصدد، مع محبي السلام، وشركاء النجاح، مثل (مجلس الكنائس العالمي)، و(أسقفية كانتربري)، و(منظمة سانت إيجيديو).

عقلاء العالم، ومن مختلف الأديان، وصلوا إلى قناعة تامة بأن الحوار بينهم لا بد أن يستمر، وتجارب النجاح ينبغي أن تقدم، والاتفاق على قيم ومواضيع مشتركة حل ناجع، يضمن به الجميع تعميم السلم والسلام، في كل أنحاء المعمورة.

الحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن الشرق والغرب معاً، إذا لم يجتهد عقلاؤهم من أجل أن يسود الحوار بينهم، ومن أجل تحقيق التعارف الذي أمر به الله ـ سبحانه وتعالى ـ ؛ فسيكون البديل هو التطرف، والعنف، ولن نتمكن نحن المسلمين من إفهام العالم بأن ديننا لا يهدف إلى الهيمنة على أحد؛ يقول الحق ـ عز وجل ـ في قرآن يتلى إلى يوم الدين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

كما أنه علينا تفعيل ضمامين كتاب خالقنا ـ سبحانه وتعالى ـ على أرض الواقع في ديار أهل الشرق، وكذلك في ديار الغرب، وعلينا تسويق هذه المعاني السامية، ويجب أن نقر بأن ظاهرة كراهية الغرب للإسلام لها أسباب واضحة، وما ظهرت إلا كرد فعل لأعمال عنف تمت، وللأسف، باسم الدين، وبيد عقلاء المسلمين إخفاء هذه الكراهية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟