محمد عبد الجليل

يجمع الفنان الإماراتي جاسم الخراز بين مهارتي التمثيل وجمال الكتابة، فهو ممثل صاحب أدوار ترك بصمة في عقل المشاهد الإماراتي وهو في الوقت نفسه كاتب قدم عدداً من الأعمال الكوميدية التي حققت نجاحاً كبيراً على الساحة المحلية؛ لكنه يسعى إلى تغيير جلده والابتعاد عن الكتابة للكوميديا، ويرفض المشاركة في أي عمل تولى كتابته ويفضل الجلوس في مقاعد المشاهدين، ويعتبر التمثيل مشروعه الأساسي.

وفي حوار مع «الرؤية»، رأى الفنان الإماراتي جاسم الخراز، أن هناك تكاملاً بين الأعمال المحلية والعربية والخليجية، رافضاً وصف العلاقة بالتنافسية، نتيجة عدم وجود وجه للمقارنة بين عدد الدراما المحلية ونظيرتها العربية والخليجية. وأشار إلى أنه عندما قبل دور يوسف في مسلسل «ص.ب 1003»، تملكه خوف شديد من ردة أفعال الجمهور حول هذا العمل تحديداً، خوفاً من فشله في تقديم صورة تماثل الصورة التي يحملها جمهور الرواية في ذهنه.

وقدم الخراز «وصفة» تساعد الدراما الإماراتية على منافسة نظيرتها الخليجية والعربية، مؤكداً ضرورة زيادة الإنتاج عبر مبادرات وخطط عمل تتبناها مؤسسات كبيرة، والابتعاد عن تكرار الموضوعات والشخصيات، وتقديم أجيال جديدة من الكتاب الشباب.

وتحدث الخراز عن تفاصيل مشاركته في مسلسله الأخير، وعن التحديات التي تواجه الدراما الإماراتية، ومشاريعه كممثل وكاتب في الفترة المقبلة .. وتالياً نص الحوار:

-في البداية كيف جاء اختيارك للمشاركة في مسلسل «ص.ب 1003»؟

-المشاركة جاءت عن طريق الشركة المنتجة، وهي التي عرضت علي العمل، ولكي أكون صريحاً معك، فالاختيارات في الدراما الإماراتية تكون محدودة بسبب قلة عدد الأعمال المنتجة بها، وبالتالي لا يكون هناك مجال للانتقاء بالشكل المتعارف عليه، وقد كان مسلسل «ص.ب 1003» أحد عملين عرضوا علي واخترته على أساس الرواية المأخوذ عنها للكاتب سلطان العميمي.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


- وما الذي وجدته فيها جعلك تتحمس للمشاركة فيها؟

-وجدت أنها تحمل رؤية وأفكاراً جديدة، وصياغة لفترة الثمانينات مختلفة عما جرى تقديمه من قبل في الدراما الإماراتية، حيث تعرضت الرواية في جرأة شديدة لموضوعات وقضايا لم يعتد المشاهد على تناول بهذا الشكل، كذلك اهتمت الرواية بتفاصيل الحياة اليومية في فترة الثمانينات، مع التركيز على مجال البريد والرسائل، وقد اتبع السيناريست خط الرواية نفسه وأضاف لها بعض التفاصيل، ورصد مظاهر الطفرة الثقافية والاقتصادية وركز عليها بشكل مفصل، هذا إلى جانب الخطوط الدرامية المختلفة، والتي نالت إعجابي منذ أن قرأت الرواية ومن بعدها السيناريو الذي كتبه محمد حسن أحمد.

-كيف جاء تحضيرك لشخصية «يوسف»؟

-الخطوط الأساسية للشخصية اعتمدت في تكوينها على الرواية في المقام الأول، والتي أجاد كاتبها رسم ملامح هذا الشاب المرتبط ببيئته إلى حد كبير، ولم يخضع لإغراءات المادة وحركة الانفتاح من حوله، رغم امتلاكه شهادة تمكنه من العمل في مجال آخر، ولكنه يقرر العمل بالبريد ليظل قريباً من أصدقائه والمقربين منه، وهو شخص منطوٍ وحذر، يصبح مسؤولاً عن صناديق البريد، وتكون مهمته إنهاء اشتراك صندوق بريد رقم 1003 بسبب وفاة صاحبه، وتسليم ما بداخله من رسائل لوالده.

-ماذا عن ردود الأفعال التي وصلتك حتى الآن؟

-أغلب ردود الفعل التي وصلتني إيجابية حتى الآن، ولا أخفيك أنني كنت متخوفاً من ردود فعل الجمهور حول هذا العمل على وجه التحديد، خاصة جمهور الرواية الذي يحمل في ذهنه تصوراً خاصاً مسبقاً للأحداث وطريقة تناولها، ويرسم في خياله صورة للشخصيات بناء على قراءته، وبالتالي يكون التحدي أصعب بالنسبة لفريق العمل لكي يكون على مستوى التوقعات نفسه التي يحملها جمهور الرواية الذي صنع نجاحها.

-كيف رأيت المنافسة هذا الموسم بين الدراما المحلية والعربية؟

-في الحقيقة الدراما المحلية تحتاج لزيادة في كم الأعمال المنتجة لكي تتمكن من المنافسة بشكل قوي على الساحة مع الأعمال الخليجية والمصرية والشامية، ولك أن تتخيل أن مسلسلنا هو العمل الوحيد في الدراما الإماراتية إلى جانب عملين كوميديين، وبهذا لا يمكن أن نقول إنها منافسة بقدر ما هي تكامل بين الأعمال العربية كلها.

-وكيف يمكن أن تدخل الدراما الإماراتية حلبة المنافسة؟

-إلى جانب زيادة الإنتاج، لا بد أن تكون هناك مبادرات وخطط عمل تتبناها مؤسسات كبيرة، فالجمهور بدأ يتذمر من تكرار الموضوعات والشخصيات، وننتظر مبادرات أخرى لتقديم أجيال جديدة من الكتاب الشباب، لإثراء الساحة الفنية بأعمال متباينة في الطرح والتناول، وهناك خط ثان وهو تقديم أعمال السيرة الذاتية لأعلام الإمارات بشكل عام في كل المجالات، والتي بدأناها بسيرة الشاعر الماجدي بن ظاهر العام الماضي.

-يرى البعض أنك مقل في تقديم الأعمال السينمائية مقارنة بالدرامية.

-في الحقيقة، أنا أنتقي بحذر شديد أعمالي في السينما بقدر ما أفعل في المسرح، لأن لها خصوصية كبيرة سواء في الموضوعات أو التقنيات وبالتالي لا أقدم أي شيء يعرض علي، أما المسرح فاعتبره بيتي الأول، وهو بمثابة إعادة شحن لي كممثل، وأتمنى أن أعود إليه قريباً.

-لماذا لا تشارك بالتمثيل في الأعمال التي تؤلفها؟

-لم أفعل ذلك سوى في عمل مسرحي واحد، ولكنني أفضل أن أكون في مقعد المشاهد والمتابع لمراحل العمل مع المخرج والمونتير والمنتج، وأملك حساسية لفرض نفسي على العمل كممثل.

-أيهما أقرب إلى قلبك، التمثيل أم التأليف؟

-التمثيل هو مشروعي الأساسي، فالكتابة بالنسبة لي تأتي في المرتبة الثانية في اهتماماتي، وإن صادف وجاءني عرض تمثيلي أثناء الكتابة أتوقف عنها فوراً لأتفرغ للتمثيل، وإن كنت في الفترة المقبلة أسعى لتغيير شكل كتاباتي والتركيز على موضوعات معينة بعيداً عن الكوميديا التي أقدمها أغلب الوقت.