محمد عبدالجليل

لعبت الصدفة دوراً كبيراً في حياة الفنان المصري هاني سلامة، إذ غيرت ميوله من الغناء إلى التمثيل وهي التي قادته لأن يكون تلميذاً في مدرسة يوسف شاهين، الذي تشرب على يديه أصول العمل الفني ومبادئه وثبت خطواته حتى تمكن من تحقيق نجاحات مهمة في مسيرته، سواء في مجال الدراما التلفزيونية أوالسينمائية.

وتعود بداية سلامة مع الشهرة والنجومية، إلى إعلان صغير كان سبباً في تغيير حياته رأساً على عقب، بعد أن طلبت شركة يوسف شاهين، وجوهاً جديدة للمشاركة في فيلم «عرق البلح» فتقدم لكن لم يحالفه الحظ للمشاركة.

ولم يستسلم وتقدم مرة أخرى في إعلان آخر والتقى شاهين الذي سأله إن كان يهوى التمثيل، فأجابه بأنه يعشق الغناء فطلب منه الغناء واختاره للمشاركة في فيلم «المصير» 1997 كاشفاً عن موهبة مميزة، بعد أن جعل القدر منه ممثلاً متألقاً.

ويرى سلامة في حواره مع «الرؤية» أن كعكة مواسم الدراما قابلة للقسمة بين المسلسلات المصرية والسورية والخليجية، مؤكداً أنه لم يستعن بطبيب نفسي لتقديم شخصيته المركبة في مسلسل «قمر هادي» الذي نافس به في الموسم الرمضاني المنتهي أخيراً. وتطرق النجم المصري إلى تفاصيل العمل وكواليس تصوير بعض مشاهده، وكذلك عن انطباعه عن حجب المسلسل من يوتيوب، ومشاريعه السينمائية المقبلة.

في البداية.. ما الذي جذبك لمسلسل «قمر هادي»؟

منذ أن قررت تقديم الدراما التليفزيونية وأنا أدقق في اختياراتي، ولا أتواجد في الموسم الرمضاني أو خارجه إلا عبر عمل أكون مقتنعاً به تماماً، وهذا ما وجدته مع «قمر هادي» بعد أن قرأت السيناريو ووجدته معتمداً على الـ «سيكودراما» في بناء أحداثه، وهي نوعية درامية تتطلب جهداً كبيراً وتقديم القصة بطريقة سرد تعتمد على حضور عنصر التشويق بكثافة منذ الحلقات الأولى وحتى النهاية، ولذلك تحمل كل حلقة مسمى معيناً وكأنها فيلم قصير مدته 30 دقيقة.

أخبار ذات صلة

آنا دي آرماس.. مارلين مونرو في Blonde
كريس إيفانز يحلم بالمشاركة في حرب النجوم


هل وجدت صعوبة في تجسيد شخصية هادي؟ وهل لجأت لمستشار نفسي؟

اتسمت شخصية «هادي» بالثراء والصعوبة فى الوقت نفسه، فهي مركبة وتشهد نقلات عدة، وحقيقة يستهويني هذا النوع من الشخصيات، ولكنني لم ألجأ إلى مستشار نفسي، فهو ليس مجنوناً، واعتمدت على السيناريو الذي أوضح جميع تفاصيل الشخصية بالكامل.

ما سبب تكرار تعاونك مع المخرج رؤوف عبد العزيز؟

هذا هو العمل الثالث الذي يجمعنا سوياً بعد «طاقة نور» و«فوق السحاب»، وبالتأكيد يعود ذلك إلى وجود كيمياء وتفاهم وهو الأساس، بالإضافة إلى سعينا المشترك نحو تقديم شيء مختلف ومصنوع بإتقان، فنحن لا نحب العمل السهل.

كيف جاءت فكرة الاستعانة بالممثل محمد عزمي وهو من أصحاب الهمم؟

هي فكرة المخرج رؤوف عبد العزيز، ورحبت بها جداً خاصة وأنه ممثل مجتهد وموهوب، وكذلك الطفلة ريم التي تقدم شخصية فيروز في العمل، ولا أذكر أنني واجهت مشكلة معهما في التصوير على الإطلاق، بل إنني في بعض المشاهد كنت أنا من يتسبب في الإعادة في حين كانا يقدمان مشاهد طويلة دون توقف.

ماذا عن مشهد دفن ابنتك في العمل؟ كيف جرى تنفيذه؟

كان من أصعب المشاهد، حيث نفذ داخل مقبرة حقيقية بمنطقة السادس من أكتوبر، و تطلب الأمر مني استعداداً نفسياً، وحتى أتماهى مع الدور استحضرت المرتين اللتين سبق لي وأن نزلت فيهما إلى داخل القبر، الأولى عند دفن والدي والأخرى مع علاء ولي الدين، حتى أقدم مشاعر متطابقة مع إحساس المشهد نفسه.

هل تأثرت نسب مشاهدة العمل بحجبه من يوتيوب؟

لا أتفق مع هذا فهناك قنوات كثيرة لا تطرح أعمالها عبر يوتيوب وتتيحه عبر تطبيق ذكي مدفوع، وفي النهاية المسلسل يعرض على التليفزيون ونسبة المشاهدة الأهم تتحقق من خلاله، وفي تقديري الحجب استراتيجية خاصة للحفاظ على الحقوق الأدبية وكذلك وجود مكان محدد لحفظ أعمال الجهة الإنتاجية.

كيف ترى المنافسة في رمضان بين الأعمال المصرية والسورية والخليجية؟

لكل لون درامي طعم خاص وجمهور خاص يحبه ويفضله ويوزع وقته واهتماماته بينه، وفي الحقيقة المنافسة دائماً ما تكون في صالح المشاهد، حيث تكون أمامه الفرصة لاختيار أعمال متنوعة بموضوعات متباينة تثري الخريطة الدرامية في النهاية، وتمنح صناع الأعمال فرصة لتقديم أفضل ما لديهم في إطار المنافسة الشريفة.

لماذا ابتعدت عن السينما؟

الابتعاد لم يكن بسببي بقدر ما كانت هناك ظروف في الصناعة في الفترة الماضية، في الوقت الذي زاد الاهتمام بالدراما لتقديمها أعمالاً مميزة على مستوى الكتابة والإخراج، وحالياً لم أستقر على عمل معين للعودة به إلى السينما لكنني متشوق لها فهي بيتي الأول، وبداية معرفة الجمهور بي من خلالها.