محمد عبدالجليل

دفعت المنافسة الكبيرة التي تشهدها ساحة الدراما العربية خلال شهر رمضان، ووفرة المعروض الدرامي، إلى اتخاذ العديد من المنتجين، خيار إعداد مسلسلات تستهدف موسماً آخر، يعتبره البعض، بمثابة الموسم البديل، لأعمال تخطاها الماراثون الرمضاني، فضلاً عن أعمال أخرى، يعاد عرضها، بتسويق جديد لقنوات تلفزيونية أخرى.

وأكد صناع دراما أن انتشار القنوات الفضائية الخاصة، وحاجتها المتنامية للمزيد من الأعمال الدرامية الجديدة لتلبية تطلعات المشاهدين، عزز التفكير الجاد في إيجاد مواسم جديدة للدراما وبديلة عن الماراثون الرمضاني، خاصة مع انتشار المسلسلات التركية والهندية وتحقيقها لنجاحات كبيرة ونسب مشاهدة مرتفعة.

جديد الدراما

وكسر منتجون فكرة أن جديد الدراما ينحصر فقط بالموسم الرمضاني، وقدموا العديد من المسلسلات، التي تعرض للمرة الأولى «عقب العيد»، على شاشات قنوات مختلفة منها: «أهو ده اللي صار» بطولة روبي وإخراج حاتم علي، و«أرض النفاق» لمحمد هنيدي وإخراج سامح عبدالعزيز ومحمد العدل، و«لدينا أقوال أخرى» ليسرا وإخراج هاني خليفة، وكذلك مسلسل «مملكة إبليس» بطولة غادة عادل، رانيا يوسف، وسلوى خطاب، وإخراج أحمد خالد موسى، ويتوقع عرضه في أكتوبر المقبل، إلى جانب مسلسلي «بنت القبايل، وراصولا .. دولار»، وغيرهما.

إفادة «الإعادة»

وتحت شعار «في الإعادة إفادة»،جاءت مسلسلات العرض الثاني لعدد من الدراما الرمضانية، والتي حققت نجاحاً كبيراً خارج الماراثون الرمضاني، ثم جاءت مسلسلات الـ 60 والـ 90 حلقة مثل «آدم وجميلة» للمخرج أحمد سمير فرج، و«المنتقم» للمخرج حاتم علي، إلى جانب مسلسل «سلسال الدم» بأجزائه الخمسة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


إقبال لافت

يرى المنتح الإماراتي سلطان النيادي أن الكثير من الأعمال تحظى بنسب مشاهدة عالية بعد انقضاء الموسم الرمضاني، خاصة أن المشاهد لا يتمكن من متابعة كل ما يعرض من إنتاج درامي خلال شهر واحد، وبالتالي يحرص على مشاهدة ما فاته من مسلسلات بعد رمضان، مبيناً أن ذلك ينصف بعض الأعمال التي لم تحقق إقبالاً أو نسب مشاهدة عالية، ولذلك من الطبيعي أن يلجأ المنتجون إلى إيجاد مواسم بديلة لعرض المسلسلات.

مواسم الدراماوقال المنتج اللبناني صادق الصباح إن انتشار القنوات الفضائية واتساع رقعة الجمهور تسمح بتقديم مواسم درامية طوال العام، حيث تحظى بمتابعة جيدة، وإن كانت لا تقارن بنسب المشاهدة في رمضان، موضحاً أن انتشار الدراما التركية في فترة من الفترات على الفضائيات العربية وتحقيقها لنجاح كبير يؤكد على ضرورة المواسم الدرامية.

كسر الاحتكار

وأكد الناقد المصري نادر عدلي أن وجود مواسم درامية بديلة أمر طبيعي لأنها تكسر احتكار شهر رمضان لنسب المشاهدة ويثبت عدم صحة الادعاء بأن النشاط الدرامي يقتصر على الشهر الفضيل.

وأضاف عدلي: «ليس من المنطقي أن يكون هناك صراع بين أكثر من 50 عملاً درامياً في شهر واحد على مشاهد لن يتمكن بكل تأكيد من متابعة كل ما يعرض، وبالتالي لا بد من اتساع المجال بشكل أكبر وفتح مساحة المشاهدة طوال السنة».قال السيناريست مدحت العدل: «نادينا منذ أعوام طويلة بضرورة وجود مواسم درامية بديلة لرمضان، وبدأ ذلك في التحقق خلال الأعوام الماضية، ولكن صناع الدراما يتطلعون إلى تحقيق هذه المواسم قاعدة جماهيرية أعرض في الفترة المقبلة، حيث ينبغي مراعاة توزيع الإنتاج الدرامي على مدار العام حتى لا يصاب المشاهد بالتخمة الدرامية، فضلاً عن رفع الظلم عن أعمال لم تنل القدر الكافي من المشاهدة في رمضان».