ناهد حمود

استضاف قصر الثقافة في الشارقة أخيراً العرض المسرحي «ترترونا وراهم»، الذي يسلط الضوء على الفجوة بين الأجيال والاختلاف الكبير بين حياة الآباء والأبناء، ويستعرض في قوالب كوميدية ساخرة مفارقات عدة بين جيل محافظ ومتمسك بالعادات والتقاليد، وآخر يعيش حياة رقمية منفتحة.

وسعى مؤلف ومخرج العمل أحمد الجسمي إلى التنقل بالعرض في مختلف أرجاء الإمارات، كي تصل رسالته الكوميدية إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المحلي.

وتسرد مشاهد المسرحية قصة انعدام التفاهم بين الآباء والأبناء، وعدم رضا الآباء عن طريقة حياة الشباب المقبل على الحداثة والتطور والعصر الرقمي، فضلاً عن عدم اقتناعهم بتغير طبيعة الحياة وتطورها، حيث يعتقدون أن حياتهم في الماضي كانت أفضل.

ويشارك في «ترترونا وراهم» الفنانون أحمد الجسمي، جمعة علي، عبدالله صالح، حسن رجب، نصر حمّاد، نسمة مصطفى، أمل محمد، نواف البلوشي، ماجد الجسمي وريم حمدان، ومن تأليف وإخراج أحمد الجسمي.

كلاسيكية «ثالوث»

وقال مؤلف ومخرج المسرحية الفنان أحمد الجسمي إن «ترترونا وراهم» تعني «جرونا وراهم»، وهي مستوحاة من المفارقات التي تعيشها الأجيال الجديدة، في ظل تعجب واستخفاف الآباء من تلك الحياة المدللة والمترفة التي يعيشها أبناؤهم.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وأضاف أنه يجسد شخصية «ثالوث»، وهو رجل متقاعد يعيش ما تبقى من حياته حسب رؤيته الكلاسيكية، رافضاً جميع السلوكيات والتصرفات التي تصدر عن أبنائه، معتبراً إياهم شباباً مدللاً غير قادر على تحمل المسؤولية.

بُعد اجتماعي

وأشار الجسمي إلى أن العمل كوميدي اجتماعي يتحدث عن أربعة شياب، تم اختيار أسمائهم من أيام الأسبوع لاستكمال الرؤية السردية للعمل، وعلى الرغم من كبر سنهم، إلا أنهم يقدرون قيمة الحياة ويتحملون المسؤولية.

ولفت إلى أن الشواب الأربعة يحاولون مراراً وتكراراً تعديل وإصلاح حياة أبنائهم بما يتناسب وظروف الحياة، مدفوعين بعدم اقتناعهم بالتطور الذي سهل طرق الحياة، وأتاح فرص عمل كثيرة تتناسب ومتطلبات الحياة الحديثة التي يعيشها الأبناء.

شباب وشياب

ويحاول الشواب إثبات صحة وجهة نظرهم، فيقومون بتحدي الشباب في جميع مجالات الحياة الحديثة، بدءاً من الغناء والرقص، مروراً بالمشاركة في المشاريع التجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى تفاعلهم عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حسب الجسمي.

طقوس «سبت»

بدوره، أكد الفنان الإماراتي عبدالله صالح أنه يجسد شخصية «سبت»، وهو رجل متقاعد يزيد عمره على الـ 50 عاماً، له طقوس يومية تتمثل في الجلوس في المقهى لمناقشة أصدقائه في أخبار العالم التي يقرأها في الصحف المحلية، لكنه منزعج من سلوكيات الشباب ومتعجب من أسلوب حياتهم، التي يعتبرها غير متزنة، ومع مرور الوقت يكتشف سبت أن هذا الجيل لا ناقة له ولا جمل في طرق العيش، لأنها تطورت وتغيرت وتبدلت كلياً عن حياته التي عاشها في الماضي.

ثنائي مدهش

يجسّد الفنان حسن رجب شخصية «خميس»، الذي يعتبر الأكثر حيلة ومكراً ودهاء بين الشياب الأربعة، ويعمل على بث الأفكار السلبية بين أصدقائه كي يأخذوا موقفاً تجاه الجيل الجديد.

ويلعب الفنان الإماراتي جمعة علي شخصية «جمعة» المحب للحياة، الذي يسعى إلى التمتع بما تبقى من عمره، فيتعرض للعديد من المواقف الكوميدية الناتجة عن عدم استيعابه لتقدم الحياة والانفتاح الذي يعيشه جيل الشباب، ليشكل تعاون حسن وجمعة ثنائية مدهشة على الخشبة.