فينيامين بوبوف

رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية

في بداية شهر يونيو الجاري، قام الرئيس الصيني «شي جي بينغ» بزيارة دولة إلى روسيا الاتحادية، وشارك في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، ومنحته جامعة سان بطرسبرغ شهادة الدكتوراه الفخرية.

وخلال المباحثات الروسية - الصينية التي جرت أثناء الزيارة، نوّه الطرفان بالمستوى العالي من الثقة والعلاقات المتبادلة التي تزداد متانة في مختلف الميادين، ومما يستحق الذكر العلاقات الشخصية القوية بين رئيسَي البلدين، وخلال السنوات الستّ الماضية، التقيا 30 مرة، وكثيراً ما يذكّر الرئيس الصيني بأن «روسيا هي البلد الأجنبي الذي يحتل المقام الأول في زياراته الخارجية، وأن الرئيس بوتين هو الصديق الأقرب إليه».

وخلال الزيارة، صدر عن الطرفين بيان مشترك جاء فيه أن «تطوير أسس الشراكة الشاملة والعمل الاستراتيجي المشترك يدخل الآن عصراً جديداً»، ويسعى البلدان بكل حزم للدفاع عن النظام الدولي برعاية الأمم المتحدة وتكريس القانون الدولي، ويعملان بكل جد على تسوية المشاكل السياسية والتخفيف من حدة التوتر في البقع الساخنة من العالم.

وسجّل التبادل التجاري بين الصين وروسيا خلال العام الماضي نمواً بمعدل الربع مقارنة بالعام الذي سبقه حتى بلغ 108 مليارات دولار، وينوي البلدان مضاعفته ليبلغ 200 مليار دولار في المستقبل القريب، وأكدت روسيا والصين عزمهما على تطوير طريقة لتسوية الصفقات بينهما بالعملتين المحليتين (بدلاً من الدولار).

وفي عام 2018 صدّرت روسيا إلى الصين 67 مليون طن من البترول، وفي شهر ديسمبر2019 سوف يبدأ أنبوب جديد بنقل الغاز الروسي إلى الصين. وتم إبرام عقود تتكفل بموجبها روسيا ببناء وحدتين جديدتين تابعتين لمحطة «تشوجابو للطاقة النووية» في الصين. وشهدت مدينة «تولا» الروسية التي تبعد 200 كيلومتر عن موسكو افتتاح مصنع لإنتاج السيارات الصينية بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف وحدة سنوياً، وفي العام نفسه (2018) زار أكثر من مليوني روسي الصين، وزار عدد مماثل من الصينيين روسيا، ويتباحث البلدان حول تنفيذ العديد من المشاريع التي تهدف إلى توسيع شبكة تموين السوق الصيني بالمواد الغذائية الروسية.

وهناك خطط لتنفيذ مشاريع أخرى في صناعة الطيران وبناء طائرات الهيليكوبتر واكتشاف الفضاء والتكنولوجيا الحيوية والصناعات الصيدلانية والعديد من صناعات التكنولوجيات المتقدمة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وخلال المباحثات التي جرت بين رئيسَي البلدين أكدا عزمهما على «تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، والعمل على تفعيل الدعم والمساعدة في القضايا التي تتعلق بمصالحهما المشتركة في مجال تنمية روح الابتكار والإبداع والتعاون من أجل تحقيق العوائد المتبادلة، وتقوية العلاقات بين بلدينا حتى تدخل عهداً جديداً لفائدة شعبينا وشعوب دول العالم قاطبة».

وكما ذكرت إحدى الصحف البريطانية، فإن الحروب التجارية وفرض العقوبات الاقتصادية والخطاب العدواني، كلها من العوامل التي اجتمعت لتدفع هاتين القوتين العظميين (الصين وروسيا) للتقرّب من بعضهما أكثر، هما تحثّان الخطى باتجاه تقوية وترسيخ المبادئ والأسس التي تقوم عليها التعددية القطبية في العالم المعاصر.