إيمان اليوسف

مرآة قلم

«لا وجود للحب»، تشاء الصدف التي لا أؤمن بها أن يصلني كتاب «حكاية حب» في يوم مولدي بعد سماعي للعبارة التي بدأت بها هذا المقال. لا ألوم من لا يؤمن بالحب، في حال عاش عمرًا مديدًا ولم يصادفه أو في حال خُدِعَ وجُرِحَ مرارًا بسببه، أو الأصح بما يشبهه.

كان علي كعادتي معكم كل أسبوع أن أختار صفحة واحدة من الرواية، لكن غازي يعيد تعريف الحب بشكل مختلف تمامًا على مدار الصفحات. كأنه يحاول أن يقارب ولا يسدد حين يأتي الأمر إلى تعريف شيءٍ بسيط حد التعقيد كالحب، فهو تارة القوة السحرية التي تمكن الإنسان من التعامل مع قضايا الحياة دون الاستعانة بخدمات الموت، أو أن تعتذر طيلة الوقت أو هو الذي يعمي العين فلا تعود قادرة على رؤية شيء سوى المحبوب، هناك جانبان للحب، كلاهما قاسٍ، كيف؟ دعوني أخبركم، الأول، وهو الأكثر واقعية ومنطقية والذي يفسر الحب كاحتياج فتارة يأتي على شكل «حنان» أو «رغبة» أو «أمان» أو«استقرار» ويلعب هنا التوقيت دور البطل، أما الثاني، فهو ما اعتمد على الأساطير الإغريقية التي تؤمن بانشطار الإنسان إلى نصفين، يبحث أحدهما عن الآخر ولا يسكن إلا حين يجد توأم روحه، غالبًا ما يكون حبًا من أول نظرة.الأول، أكثر هدوءًا وأطول أمدًا وأكثر شيوعًا، والثاني أندر وأقسى ولا يكلل بالاستمرار أو الاستقرار غالبًا، يتلون الأول مع الوقت ويتبدل حسب تبدل احتياجات الطرفين ليناسب جميع المراحل التي يمران بها، بينما يبقى الثاني جامحًا حادًا قاطعًا، سيخبرك من جرب الثاني، أن حياته لم تعد كما كانت أبدًا، يُلاعبنا غازي حين يحكي عن الحب، فيقترب كالسراب في غير وضوح، لعلها خاصية الحب، على كلٍ، في أي الجانبين من الحب وقعتم؟ ما هو تعريفكم للحب؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟