د. عبدالرحيم الزرعوني

كي تنجح المؤسسات ويستديم نجاحها؛ تحتاج باستمرار للتفكير في كيفية إنشاء المزيد من القيمة المحققة لغاياتها، سواء الربحية أم غير الربحية، ومؤخراً أصدرت دورية هارفارد للأعمال دراسة مهمة تركز على ترابط الخبرات من داخل المنظمة وخارجها أو ما أطلقت عليه «القيادة عبر الصوامع».

وعلى الرغم من أن معظم المديرين التنفيذيين يدركون أهمية تحطيم الصوامع لمساعدة الموظفين على التعاون العابر للحدود، إلا أنهم يجدون صعوبة لسببين هما: الطريقة النمطية لاهتمام القيادات بالعلاقات الرأسية الضيقة على الرغم من اقتناعهم أن العلاقات الأكثر أهمية لخلق قيمة للعملاء من خلال الابتكار وتطوير الأعمال هي العلاقات الأفقية بين الوظائف والمؤسسات، والسبب الآخر هو الجهل بوسائل تحقيق تلك العلاقات البينية.

إن قيمة العمل الجماعي الأفقي معترف بها على نطاق واسع، فالموظفون الذين يمكنهم التواصل خارج صوامعهم مع زملاء يتمتعون بخبرات تكميلية؛ يتعلمون أكثر ويبيعون أكثر ويكتسبون المهارات بشكل أسرع.

ووجدت هايدي غاردنر من جامعة هارفارد أن الشركات ذات التعاون عبر الحدود تحقق ولاء أكبر للزبائن وهوامش عوائد أعلى، ولكن كما تقول شركة استشارية رائدة: «نحن نعلم أنه يجب علينا أن نبحر بعيداً لصيد سمكة أكبر، ولكن من الأسهل كثيراً السباحة في بركة سباحة خاصة، والتقاط مجموعة من الأسماك الصغيرة».

لذا ينبغي على القادة مساعدة الموظفين على التواصل مع الأشخاص، واختراق الحواجز التنظيمية عن طريق القيام بأربعة أشياء: تحديد موظفين (وسطاء ثقافيين) ماهرين في تكوين العلاقات البينية ومساعدة المجموعات للتغلب على الاختلافات بينها، وتوجيه الموظفين وتدريبهم على طرح الأسئلة الصحيحة، وتشجيع الموظفين على رؤية الأشياء من منظور الآخرين، وأخيراً؛ توسيع أفق الموظفين بتكوين شبكات الخبرة القريبة داخل المؤسسة والبعيدة خارجها.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟