محمد عبد الجليل

مديرة الفنون الأدائية في «دبي للثقافة» مصورة وروائية بعد الدوام

رأت مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي فاطمة الجلاف أن المسرحيين الشباب بحاجة إلى مزيد من الوعي بأبجديات ثقافة المنافسة، لكنها نصحتهم بالمثابرة وعدم الاستهانة بأي جانب من جوانب الفنون المسرحية، مشيرة إلى أن النسخة العاشرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب كانت موجعة لبعض الشباب، لكنها منحتهم جرعة مضاعفة من الوعي المسرحي.

وفي حوار مع «الرؤية»، قالت الجلاف إن هيئة الثقافة والفنون في دبي احتوت أزمة مقر مسرح دبي الأهلي، بتوفير دعم مادي لأعمال الصيانة اللازمة للمقر الحالي، مشيرة إلى أن مهرجان دبي للمسرح المدرسي أصبح مصنعاً لاستثمار المواهب الفنية ورافداً مهماً للساحة الإبداعية. وتملك فاطمة الجلاف، التي تمارس، بعيداً عن أوقات الدوام الممتدة وحدود المكتب، مواهب عدة منها التصوير الضوئي، الإبداع الروائي، كتابة النصوص المسرحية، وتخطط لمشاريع إبداعية أخرى في المستقبل .. وتالياً نص الحوارcHorizontalScale:>الكاتبة الإماراتية فاطمة الجلاف حاصلة على بكالوريوس في الإعلام والعلاقات العامة، إلى جانب ماجستير في فن الآداب الدبلوماسية، وكانت ضمن الكادر التأسيسي لمجلس دبي الثقافي.

وتشغل الجلاف منصب مديرة إدارة الفنون الأدائية في هيئة الثقافة والفنون بدبي، لكنها لا تتوقف عن تلبية شغفها الإبداعي في مجالات مختلفة، وهو ما توجته عام 2015 برواية «زمن الهمهمات»، فضلاً عن مشاركتها في معارض تصوير فوتوغرافي، وخوضها مجال تأليف النصوص المسرحية.سيرة إبداعي

*بداية .. ما تقييمك للنسخة الثانية من مهرجان دبي للمسرح المدرسي؟

الحقيقة أننا تجاوزنا في هذه الدورة العديد من التحديات التي واجهتنا العام الماضي، منها غياب الوعي لدى بعض المدارس بشأن الفن المسرحي، حيث كان هناك التباس لدى البعض بين المسرح والإذاعة المدرسية وبين المسرحية والأوبريت الغنائي.

وفي الدورة الثانية أصبح هناك إدراك متزايد بأهمية المشاركة في المهرجان للاستفادة من المسرح كأداة تعليمية تضيف للطالب خبرات ومهارات متنوعة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


*كيف تنمي «دبي للثقافة» مواهب الشباب المسرحية؟

عبر مهرجان دبي للمسرح المدرسي الذي يعد مصنعاً للمواهب الفنية التي نستثمرها في رفد الحركة الإبداعية، سواء من خلال مهرجان الشباب أو غيره، وبالنسبة للتدريب فنحن نمتلك برنامجاً أكاديمياً متكاملاً يقام على مدى ستة أشهر بشكل دوري كل عامين، يعنى بمجالات المسرح والموسيقى والسينما، ويخرّج مواهب على مستوى عالٍ من المهارة والإتقان، فالموهبة وحدها لا تصنع فناناً جيداً بل تحتاج لصقلها بشكل أكاديمي وعلمي.

*حدثينا عن هدفك عندما توليتِ إدارة مهرجان دبي لمسرح الشباب.

كان هدفي أن يكون للمهرجان وزن وثقل من خلال جودة المحتوى الذي يقدمه الشباب، وأن يتم اختيار لجنة التحكيم وفق معايير محددة، وأن تكون للجوائز مصداقية تليق بالتظاهرة، لتكون النتيجة النهائية دورة على قدر عالٍ من التنظيم والإتقان.

*هناك عدم رضا لدى الفنانين حول مخرجات «دبي للشباب» .. فما رأيك؟

في تقديري هذا أمر طبيعي، نتيجة نقص الوعي لدى بعض الشباب بثقافة المنافسة الشريفة، كما أن بعضهم لا يدركون استحالة تكرار الجوائز لنفس الأشخاص أو الفرق كل عام في أي مهرجان بالعالم، فالدورة العاشرة من الحدث ربما كانت موجعة بالنسبة لبعضهم، ولكنها منحتهم في الوقت نفسه جرعة من الوعي بضرورة المثابرة وعدم الاستهانة بأي جانب من جوانب المسرح.

وربما كان فتح مجال الجوائز للجنسيات الأخرى سبباً في عدم رضاهم، ولكن لم يكن أمامنا سوى ذلك، فالإمارات تحتضن أكثر من 200 جنسية، وليس من المعقول أن تقتصر الجوائز على المواطنين فقط.

*لماذا لا تتدخل إدارة المهرجان في ترشيح العروض للمهرجانات العربية؟

أرى أن المهرجانات العربية هي التي من المفترض أن تخاطب إدارة مهرجان دبي لمسرح الشباب لاختيار وترشيح العروض المسرحية، وربما يأتي ذلك بسبب نقص في التواصل من جانبهم.

*إلى أي مدى وصلت أزمة مقر مسرح دبي الأهلي؟

سعينا في هيئة دبي للثقافة والفنون إلى توفير مقر لهم في مكتبة «هور العنز»، ولكن إدارة مسرح دبي الأهلي رفضت المقر، فقدمت «دبي للثقافة» دعماً مادياً لهم لإجراء أعمال الصيانة اللازمة لمقرهم الحالي، وبذلك انتهت الأزمة.

*ما الحلول الناجعة للتغلب على أزمة ندرة النصوص المسرحية؟

اعتقد أن مصطلح الأزمة تم خلقه وتوارثه بين الأجيال المختلفة دون أن تكون له ثوابت حقيقية، ودورنا في المؤسسات الثقافية أن نمحو هذا التفكير بخلق مساحة لتبني المواهب الجديدة، من خلال مسابقات التأليف والورش المسرحية المتخصصة، مثل ما فعلنا في السابق، حين أقمنا ورشة لمسرحة الرواية بالتعاون مع مسرح دبي الشعبي، والتحق بها أكثر من 30 شخصاً، وأنتجوا نصوصاً متميزة.

*متى ستفرض المرأة الإماراتية نفسها على مجالَي الكتابة والإخراج المسرحي؟

في عام 2018 كان هناك حضور نسائي قوي في مختلف مجالات المسرح، ومن أبرزهن المخرجة منال محمد التي تعمل في مجال التأليف والتمثيل أيضاً، كما أن هناك تجربة ثرية لمنال بن عمرو في الدورات الأولى لمهرجان دبي لمسرح الشباب، وإن كانت اتجهت للكتابة السينمائية فيما بعد، ولكني أعتقد أن هناك أملاً كبيراً في ظهور كوادر نسائية في هذين المجالين.

*ألم تفكري في خوض تجربة الكتابة المسرحية؟

فكرت في هذا الأمر منذ عامين تقريباً، وسعيت إلى كتابة نص مسرحي، ولكنني انشغلت بالجانب الإداري في الفترة الماضية، وأعتقد أنه حان الوقت لذلك في الفترة المقبلة.

*ما جديد فاطمة الجلاف على الساحة الإبداعية؟

بدأت في كتابة رواية جديدة ستصدر العام المقبل، وهي ذات طابع إنساني واجتماعي ونفسي في آنٍ واحد، وتتحدث عن الظروف التي قد تدفع البعض إلى حافة المرض النفسي، إلى جانب معرض تصوير فوتوغرافي يحمل عنوان «عشرة» يضم 200 صور التقطتها منذ عشرة أعوام في منطقة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، وأوثق عبره ملامح الجزيرة وطبيعتها ومكوناتها.حوار: محمد عبدالجليل