سعيد الملاحي

تعاملت دولة الإمارات مع الاستفزازات الإيرانية الأخيرة، والتي تمثلت في أحداث تفجير السفن قرب سواحل ميناء الفجيرة، بمزيد من الحكمة والتوازن؛ مع الحرص على تجنب تأزيم الحدث أكثر مما ينبغي، وهي السياسة التي اعتادت الدولة انتهاجها تجنّباً لتصعيد الأزمة مع إيران.

سياسة التروي والحكمة في التعامل مع أزمة تفجير السفن قبالة سواحل الفجيرة نجدها في تصريحات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الذي أكد أن الاعتداء على السفن الأربع قبالة الفجيرة اعتداء ليس على الإمارات فحسب، ولكنه اعتداء على الدول التي كانت السفن ترفع أعلامها وهي: الإمارات والسعودية والنرويج.

إن السياسة التي تنتهجها الدولة في تعاملها مع أزمة تفجير السفن تأتي لمصلحة أن تبقى المنطقة الخليجية منطقة آمنة ومستقرة، بعيداً عن النزاعات والأزمات السياسية التي لا تحمد عواقبها ولا طائل منها، خصوصاً أن ثلث الإنتاج العالمي من النفط يخرج من هذه المنطقة الحساسة لأي خلافات وصراعات.

على عكس الجانب الإيراني الذي يحاول قدر الإمكان إشعال المنطقة الخليجية بالصراعات والخلافات السياسية التي تعمل على تعطيل التنمية وضرب الأمن والاستقرار الدولي، وتعطيل إمدادات الطاقة وهو الأمر الذي يدركه جيداً رؤساء وملوك الدول الخليجية، ويحسبون لأجله ألف حساب.

تضامن قادة دول الخليج ووحدة مواقفهم ضد الخطر الإيراني أصبح مطلوباً اليوم أكثر من أي وقت مضى، فمجلس التعاون الخليجي يبدو أقوى بتوحد قادته على كلمة وموقف واحد، وإن التغريد خارج السرب الخليجي مثلما تنتهجه قطر لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإضرار بمصالح مجلس التعاون الخليجي.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟