د. عبدالله الكمالي

نسمع بين الفينة والأخرى وقوع طلاق سريع، فالزوج يراجع المحكمة لاستلام ورقة العقد ثم يراجعها بعد أيام لاستلام ورقة الطلاق! والأسباب في الغالب يمكن علاجها بالصبر والتؤدة، فمشكلة التسرع في الطلاق تنذر بشر عظيم جداً، ومن أعظم أسبابها سيطرة الغضب على القلب.

فالرجل يطلق زوجته وهو في غضب شديد، والمرأة الغاضبة تصرخ في وجه زوجها طالبة الطلاق، ثم يتفاجأ الجميع بانهيار الأسرة بسبب تافه سخيف اشتعلت بعده نيران الغضب.

الرجل العاقل يتذكر وصية النبي عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة الكرام: «لا تغضب» فابتعد عن الغضب وأسبابه، وعوّد نفسك في حالة الغضب على السكوت عن الكلام مع الزوجة والفزع إلى ذكر الله والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وستجد أن النفس تهدأ وترتاح بكثرة ذكر الله تعالى.

بالمقابل عليك أختي الكريمة تعويد نفسك على عدم مجادلة الزوج الغاضب، فمجاراة الغاضب في غضبه، والرد عليه بأسلوب جاف قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

ومن أسباب الطلاق السريع عدم رغبة الأطراف في معالجة المشكلات وتغيير النفس، فالرجل قد تعود على أمور معينة وهي لا تروق للزوجة وكذلك العكس، وكل منهما يصر على رأيه ولا يريد تغيير نفسه، وهنا تقع المنافرة والخصومات، وهل يضرنا بشيء إن غيرنا بعض تصرفاتنا واعترفنا بأخطائنا؟ وعلى الطرف الآخر أن ينتبه إلى أن تغير بعض العادات قد يأخذ وقتاً طويلاً فيصبر ويتحمل الآخر للمحافظة على كيان الأسرة والأبناء.

ومن أسباب التسرع في الطلاق تدخل غير الناصحين، فالصديق يقول لصاحبه: لو كنت مكانك لما صبرت عليها دقيقة واحدة ولأرجعتها إلى بيت أهلها مباشرة، والصديقة تقول لصديقتها: لو كنت مكانك لما مكثت في بيته أبداً بل سأطلب الخلع والطلاق، ونسوا جميعاً أن البيوت تختلف.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


ومن تمام النصح أن تنصح بالصبر والحكمة والتريث، فرب صديق عاقل كان سبباً في استقرار أسرة وصلاح أولاد، وفي بعض الحالات التي تمر عليّ أنصح بعض الرجال بعدم التطليق إلى بعد سنة أو أكثر، وكذلك أنصح بعض الأخوات بذلك، على الرغم من أن الخلاف بين الزوجين وصل إلى مرحلة خطرة، ولكن من تأنّى نال ما تمنّى.. وكم من حياة زوجية كانت على وشك الانهيار استقرت وعادت الأمور إلى طبيعتها، فالحذر الحذر من التسرع في الطلاق.