عبدالله المهيري

شركة سيارات يابانية بدأت تبيع مؤخراً سيارة بدون شاشة لمس، وتعمل على إلغاء شاشات اللمس من جميع سياراتها في المستقبل ولسبب مهم، الشركة مهتمة بأمان راكبي سياراتها، ووجدت أن شاشة اللمس تتسبب في أن يضع السائق ضغطاً على مقود السيارة ويجعلها تنحرف قليلاً عن مسارها، وهذه مشكلة أولى.

والمشكلة الثانية هي: أن عين السائق تبتعد عن الطريق لترى الشاشة، في حين أن الأزرار يمكن حفظ أماكنها واستخدامها من دون فعل ذلك، الشركة لا تزال تستخدم الشاشات لكنها بدون خاصية التحكم باللمس، وقد جعلت الشاشة أقرب للسائق وصنعت عجلة تحكم للشاشة، هكذا لا يحتاج السائق أن يمد يده، لكن هناك مشكلة النظر في الشاشة والسيارة تسير.

من ناحية أخرى، شركة ألمانية فعلت العكس، أضافت شاشات اللمس لأنها متوافقة مع أنظمة تشغيل الهواتف، بمعنى أنها اتخذت قراراً لمصلحة ماليَّة أكثر من الاهتمام بأمان السائق والراكبين.

أجد مشكلة في وضع شاشات في السيارات.. لعقود كانت السيارات تعمل بلا مشكلة بدون شاشات فلماذا تضاف؟.. بالطبع هناك فوائد يمكن تقديمها للمستخدم لكن لا يمكن تجاهل المشكلات التي تأتي معها، وفوق ذلك فكثير من الشركات لا توفر خيار إزالة الشاشة كلياً لمن لا يريدها.

للأسف كثير من الشركات تعمل على إضافة مزيد من الخصائص لمنتجاتها لأسباب تنافسية، أكثر من محاولة تقديم ما يفيد الناس ومحاولة تبسيط المنتجات، ويأتي سؤال: لماذا فوضى المنافسة؟ لأن الجواب يصبح «الكل يفعل ذلك»، وهو جواب سيئ دائماً، لذلك أقدر ما تفعله الشركة اليابانية بأن تسير في طريق مختلف، وتلغي خاصية تجدها في معظم المنتجات المماثلة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟