مريم صقر القاسمي

في نقاش مع إحدى الصحفيّات من مجلة كل الأسرة، سألتني عن رأيي حول موضوع أسماء «الخبز» في منهج اللغة العربية واستياء بعض الأهالي منه.

فكان جوابي بأنني أثق بأن وزارة التربية والتعليم تدرس ما تختاره ليدخل ضمن المنهج، وكما قال الكاتب السعودي محمد العمر: «التعليم النموذجي هو أول عتبات تطور الشعوب»، والحقيقة أننا ننتظر أجيالاً قادمة تؤمن بحرية الفكر، وتقبل الآخر، أجيالاً تبتعد عن التعصب والطائفية وما يؤديان إليهما، وربما تتساءل: ماذا عن أسماء الخبز؟، وكيف سيستفيد أبناءنا من ذلك؟.

ربما لم يجد بعض الأهالي الأجوبة لهذه التساؤلات، الجواب بسيط، فنحن نعيش في دولة تستقطب مئات الزوار والمقيمين من مختلف أنحاء العالم، بعقائد ومعتقدات مختلفة ولغات وعادات مختلفة.

ويجب أن يعي الطفل وجود التنوع بين الناس، وعلى سبيل المثال، فإن الخبز واحد، ولكن له مسميات عدة، وأشكال ومكونات مختلفة تختلف باختلاف البلد، وفي الظروف التي تمر بها المنطقة، من المهم أن يعي الفرد أن التطرف يشكل خطراً مزمناً وأشد فتكاً في مجتمعاتنا، وما علينا فعله هو تصحيح بعض المفاهيم وتوجيه بعضنا بأهمية احترام وقبول الثقافات الأخرى.

فاحتضان التنوع الثقافي يعتبر دوراً أساسياً في بناء مجتمع متقدم، ما ينتج عنه رقي الأسلوب وحياة مستدامة وصحيّة في جميع المجالات، وبمجرد قبول التنوع في المجتمعات، سيصبح المجتمع مبتكراً وأكثر إنتاجية، وسيتمكن من معالجة المشكلات بطرق متعددة ومن وجهات نظر مختلفة.

وعندما يكون التنوع موجوداً في تجربتنا اليومية، فإن هذه الروابط الأعمق يمكن أن تساعد أيضاً في مواجهة الانقسامات الاجتماعية المتنامية والتهديدات التي تواجه المنطقة، فاحترام التنوع الثقافي يحد من التحيز السلبي والإجحاف تجاه الآخرين.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟