سارة المرزوقي

كل معلّم فذ يهتم بالفروقات الفردية لدى طلابه، ويرى في تنوّع الشخصيات في صفّه الدراسي إثراء مطلوباً، فعلى سبيل المثال، يستثمر المعلّم شخصية الطالب المشاغب لصالحه، فيوليه مهمة مساعدة زملائه أو الإشراف العام، كما يُشجّع الطالب الانطوائي ذا الميول الفنية في الانخراط بأنشطة يتمكّن خلالها من صقل موهبته.

إن المعلّم، بحكم طبيعته المُحبّة للزرع والحصاد، ليس مهووساً بفكرة السيادة، كما لا يرى في طلابه إلا أشجاراً تحتاج إلى السقاية، حتى تكبر وتثمر.

وفي عالم الإدارة، يجب ألا يختلف الأمر كثيراً، إذ على المسؤول أن يكون معلّماً بالفطرة، محباً للزرع والحصاد، همّه أن يترك وراءه ارثاً عظيماً متمثلاً في مسيرة ناجحة يكملها المزيد من القادة، بعد تمكينهم والإشادة بجهودهم، لا لومهم على إنجازاتهم، أو سلبهم أفكارهم ثم محاولة إقصائهم، فميادين التميز كثيرة، وعند الله خيرٌ وسعة.

لا تكمن الخطورة في وجود نماذج لمسؤولين يخالفون مبدأ التمكين الحقيقي، بل في توريث نهجهم إلى جيل قيادات الصف الثاني الذي قد يتّبع نفس الممارسات، فيبهت المضمون، وتستنزف بيئة العمل الطاقات، وتنتشر عادات بعيدة عن التحضّر تشتّت المجهود، وتعرقل الإنجاز.

ولعلّ أبرز ما قيل في شؤون إدارة الموارد والكفاءات أخيراً، ما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله:«لا توجد أزمة طاقة .. ولا أزمة تعليم .. ولا أزمة صحة في منطقتنا العربية، لدينا أزمة إدارة .. نحن أمة تملك موارد عظيمة، وتضم كفاءات عظيمة، ولكننا نفتقد من يدير الموارد والكفاءات لصناعة أمة عظيمة».

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟