خلود الفلاح

المرسكاوي.. نوع من الموسيقى الشعبية في ليبيا، يقول البعض: إن من أتى به هم المورسكيون من الأندلس بعد هجرتهم إلى شمال أفريقيا، حيث عاش المورسكيون كما هو معروف في المدن الساحلية، بينما يؤكد آخرون أن اسم المرسكاوي يعود إلى مدينة مرزق (مدينة تقع في أقصى جنوب ليبيا).

ويمتزج المرسكاوي باعتباره نمطاً من الموسيقى الشعبية الليبية بثلاثة روافد، هي: التقاليد الأفريقية، والثقافة الأمازيغية المحلية، وثقافة العرب سكان مناطق الساحل، وبالقرب من الصحراء، وهو في المحصلة يتميز بأنغامه وإيقاعه وشعره الغنائي الخاص تقريباً، وقد نشأ من بين هذا المزيج المكون من الفصاحة الشعرية البدوية العربية والموروث الأمازيغي.

وبحسب الفنان الليبي الراحل محمد مرشان «أغنية المرسكاوي ذاكرة تحكي تاريخاً لا يختص بالعاطفي بل هناك أغانٍ وطنية، وما يفرق بين الأغنية الشعبية والمرسكاوي أن الأغنية الشعبية يمكن أن يضيف لها أي إنسان فقرات أو غير ذلك، فتصبح ملكاً للجميع وليست لشخص بعينه، أما المرسكاوي فهي أغنية معروفة من منطقة معينة بنمط معين».

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

أهم الفنانين الذين تغنوا بهذا الفن علي الشعالية، والسيد بومدين وشهرته «شادي الجبل» ومحمد صدقي، وعبدالجليل عبدالقادر، ومحمد مرشان وعلي القبرون، وعبداللطيف حويل، وسلام قدري، وعلي الجهاني وشهرته «علي ويكة»، وعبدالجليل القندوز وشهرته «عبدالجليل الهتش»، وخديجة الفونشة وشهرتها «وردة الليبية»، وإبراهيم الصافي، واحميدة بونقطة، والشاب مهدي البرعصي.. ولمزيد من التوضيح للقارئ العربي، نورد هنا الكلمات المعبرة، والتي تبدو فيها ليبيا حاضرة باعتبارها موطناً للمحبة والخير: «لو تؤمريني فوق نسمة انطير ونجيبلك حزمة نجوم تنير تضوي طريق الحب للإنسان يا ليبيا وتزرع ترابك خير يا لله يا عالم بكل خفية في ايدك أسرار الكون يا وهاب كبدي على نار الحطب مشوية عجل دواها قبل ما تنصاب»، في هذا الفن الذي مزج بين الفنون الليبية والأمازيغية والإفريقية، تستخدم عدة آلات أهمها «الغيطة»، و«الزمارة» و«الدربوكة» و«البندير»، غير أن أغنية المرسكاوي تعرضت للتشويه، وذلك بإضافة ألحان لا علاقة لها بهذا الفن، كما يعاني من عدم الاهتمام من رواد هذه الفن بحمايته، باعتباره تراثاً موسيقياً قديماً، وهذا أتبع بغياب محاولات جادة لتطويره.