د. عبد العزيز المسلّم

لن يصدقك الناس إن قلت أنك كنت في أرض الأساطير!.. نعم كنتُ في أرض الأساطير، فهناك في الجزء الشمالي من كوكبنا توجد أرض تسمى أرض الأساطير تقع في جنوب مملكة السويد، قد تلقيت دعوة لزيارة ذلك المكان، فكانت دعوة جميلة لمكان أجمل.

أرض الأساطير تتشكل من مناطق عديدة تتبع بلديات مدينة الفستا ومدينة ليونبي وهلمهولت في السويد، أما عوالم الأساطير فهي موزعة في صناديق خشبية ذات أبواب، حيث تجد الصندوق وبداخله علامة تدلك على مفتاح خاص لدخول عالم الأساطير، ومن تلك العوالم، جبال المتصيدين، صخور العمالقة، الينابيع المقدسة، مياه نيكن، كنوز التنانين، الأشجار السحرية، أماكن الموت المأساوي، وقصور البلد المسكون، وفي تلك الرحلة إلى أرض الأساطير، ستواجه الأرواح والمتصيدين في كل مكان.

تدار أرض الأساطير ومتحف ساغو من قبل شبكة الحكّائين في كرونوبيرج، وهي منظمة غير ربحية تهتم بالتراث المعنوي وتسهم في إحياء تقاليد سرد الحكايات الشفهية، وتسعى هذه الشبكة إلى نشر الوعي والمعرفة بالحكايات والأساطير، كما تسعى إلى تسليط الضوء على الحكايات الجديدة للناس في مجتمع اليوم ونقل قصصهم حسب واقعيتها من خلال سردية جديدة، وقد تمَّ مؤخراً الاعتراف من قبل منظمة اليونسكو بهذه الشبكة باعتبارها تُقدم عملاً استثنائياً في مجال التراث الإنساني المعنوي.

شبكة الحكّائين في كرونوبيرج تتمركز في مدينة ليونبي الواقعة جنوب السويد وهي تدير متحف الأساطير «ساغو»، الذي ينظم العديد من الأنشطة والبرامج الموجهة للجمهور وللمدارس، كما تقوم الشبكة سنوياً بتنظيم مهرجان ليونبي لسرد الحكايات، حيث يشارك في المهرجان أكثر من 50 راوياً للحكايات من جميع أنحاء العالم لسرد أفضل ما لديهم من مخزون حكائي.

خلال العام تنظم الشبكة أيضاً من خلال مجموعة من المتطوعين عدداً من العروض والمحاضرات والدورات الأكاديمية، كما تشرف الشبكة على جائزة ميكيل، التي تمنح للأشخاص الذين يبذلون جهوداً كبيرة للحفاظ على التراث المعنوي والتقاليد الشفهية.

تضم شبكة كرونوبرج أعضاء من جميع أنحاء بلدان الشمال الأوروبي، وهي معنية بتنفيذ اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي بالتعاون مع معهد اللغة والتراث، كما تشارك في أعمال الحفظ والتوثيق ونقل المعرفة والتدريب والبحث وممارسة التقاليد والتعبيرات الشفوية السويدية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟