عمر عليمات

على الرغم من محاولات الدعاية الإيرانية وتوابعها في المنطقة تضخيم قدرة الحوثيين على النيل من أمن السعودية، إلا أن المملكة ستبقى آمنة مطمئنة، لا يضيرها عبث ميليشيات تعي تماماً أن سذاجتها لن توصلها إلى شيء، وأن خدمتها لأجندة إيران لن تزيدها إلا بُعداً عن كل ما هو عربي حتى الشجر والحجر.

مسلسل الطائرات الحُوثيَّة المُسيّرة لم يعُد مجرد عمليات صبيانية تقوم بها جماعة خارجة على القانون، بقدر ما هو توجّه وسياسة عدائية تقودها إيران عبر صنيعتها الميليشيات الحوثية، تستهدف أمن السعودية والمنطقة عموماً، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي - وفي مقدمته مجلس الأمن - أمام مسؤولياته، فلا بد من تصنيف هذه الجماعة جماعة إرهابية، لأنه إذا لم يكن استهداف المطارات المدنية السعودية ومحطات الكهرباء إرهاباً فما الإرهاب؟

لم يعُد هذا الصمت الدولي غير المبرر مقبولاً، ولا يعقل أن يواصل العالم التعامل مع الحوثيين بوصفهم فصيلاً سياسياً يمنياً، مع غض النظر عما تقوم به الميليشيات من قتل لليمنيين وانقلاب على السلطة المعترف بها دولياً، وتماديها ضد أمن السعودية، في تهديد مباشر لأمن دول المنطقة كافة، إذ لم يعُد خافياً على أحد أن الحوثي ما هو إلا أداة بيد طهران، فكيف لعاقل أن يقتنع بأن جماعة خارجة على القانون باتت بين ليلة وضحاها قادرة على تصنيع طائرات مُسيرة بهذا العدد والإمكانات من دون دعم خارجي؟

الحديث عن مواجهة إيران من دون تقليم أظفارها الإقليمية أولاً لن يوصلنا إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار والعمليات الإرهابية، لذا أصبح تصنيف الجماعات التابعة لطهران «منظمات إرهابية» ضرورة وليس مطلباً فقط، بحيث يتم خنقها داخل مجتمعاتها، وقطع الطريق عليها لمنع لتأثيرها في المشهد السياسي في دولها.

تعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين بنوع من الرخاوة، واعتبارهم طرفاً سياسياً يمنياً أحد أبرز الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة، ومواصلة هذا النهج ستُبقي المنطقة في دوامة عدم الاستقرار، وكيف لها أن تستقر وفيها ميليشيات تحكم، وتتحكم بدول؟

باختصار، أما آن للعالم أن يفيق من وهم اعتبار الشأن اليمني صراعاً أهلياً، ويفتح عينيه على الحقيقة؟ وهي أن منظمة إرهابية استولت على بلد بكامله، بمساعدة دولة لا همَّ لها إلا رعاية الميليشيات وإشعال الحرائق هنا وهناك.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟