سارة المرزوقي

ترتبط الثقافة بحصيلة المعارف والعلوم التي يملكها الإنسان، كما تُترجَم هذه المعارف في صورة عادات وسلوكيات، إذا ما انتشرت ضمن جماعة من البشر بشكل مؤثر وقوي على مدى وقت طويل، فإنها ستؤدي إلى بناء حضارة يذكرها التاريخ.

وفي عصر العولمة بات الانفتاح على الآخر والتعاطي معه أسهل من أي وقت مضى، لذا ظهرت ثقافة عالمية مشتركة يمكن المساهمة من خلالها في تصدير ثقافتنا إلى الخارج.

لعل النهج المتّبع في دولة الإمارات المتمثّل في تهيئة الأطفال على مفاهيم كالشورى وحرية الرأي وتمكين الشباب في المحافل المختلفة، وتفعيل الجانب البرلماني، وإعطاء المرأة حقوقها يعبّر عن ثقافة مستمدة من ديننا الإسلامي المعتدل، لذا فإن تمتّع جميع الفئات بمساحة كبيرة من الحقوق والحريات أسهم في تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى الأفراد بشكل تلقائي،

وجاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، رعاه الله، لمادتي التربية الأخلاقية والتربية الثقافية، في المناهج والمقررات الدراسية، خطوة رائدة للحفاظ على منظومة القيم الفاضلة في نفوس الأجيال وتهيئتها لمواجهة أي تحديات مستقبلية.

يبقى العمل المؤسسي، الأكثر قدرة على تحقيق استدامة ثقافة حقيقية في المجتمع، وتبقى حاجتنا إلى المزيد من الإداريين الذين يستشعرون المسؤولية المجتمعية فيجتهدون من منابرهم ما أمكنهم ذلك.

وعليه فإن تمكين أفراد المجتمع لقيادة مؤسسات الدولة، يعني بذل مجهود مضاعف لإطلاق روح القائد المسؤول داخل كل فرد مناّ.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟