فينيامين بوبوف

مع التطور الهائل الذي شهده الإنترنت وتكنولوجيا الكومبيوتر، ظهرت بوادر «الحرب الإلكترونية» أو «السيبرانية»، التي أصبحت فيها شبكة الويب هي جبهة التحدي والمواجهة عبر العالم، وفي أواسط شهر يونيو الجاري، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير أساليب رقمية للتشويش على الشبكة الروسية لتوزيع الطاقة الكهربائية.

وعبّر ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي بوتين، عن بالغ قلقه من عدم إعلام الرئيس الأمريكي بهجمات القرصنة على أنظمة الطاقة الروسية، وعلى الرغم من أن الشبكات الروسية لتوليد وتوزيع الطاقة الكهربائية تستأثر بمستوى عالٍ جداً من أنظمة الحماية، إلا أن المؤسسات المعنية بحمايتها لا تتوقف عن مكافحة الهجمات الإلكترونية الخارجية حتى لا يصاب اقتصادنا بضرر كبير، وفقاً لما قاله الناطق الرسمي.

وتعترف الصحافة الأمريكية بأن الولايات المتحدة لا تتوقف عن شنّ هذه الهجمات منذ عام 2012، وازدادت هذه الاعتداءات على خلفية الاتهامات المزعومة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

والولايات المتحدة ومعها بعض البلدان المتقدمة في حقول الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، تشجع فرقاً خاصة على استخدام تكنولوجيا الشبكات لابتداع طرق لإصابة بعض القطاعات الهيكلية الحساسة في دول أخرى باضطرابات وحالات انقطاع .. ووفقاً لبعض المصادر الصحافية، فإن حالات انقطاع التيار الكهربائي في فنزويلا لا يمكن أن تحدث من دون تدخل بعض المؤسسات المعنية في الولايات المتحدة.

ويكون من المهم جداً التوقف عند الحقيقة التي تشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب منح في صيف عام 2018 صلاحيات واسعة لقيادة الحرب الإلكترونية تخوّل رئيسها الجنرال بول ناكاسون حق شنّ عمليات هجومية على الإنترنت من دون الحصول على إذن مسبق من الرئيس.

وكما يعلم الجميع، فإن الرئيس فلاديمير بوتين دعا أكثر من مرة لقيام تعاون دولي وعمل مشترك لمكافحة كافة أشكال الجرائم الإلكترونية، ومع ذلك فإننا لم نتلقَ أي استجابة لهذه الدعوة من الجانب الأمريكي، واتضح من مجريات الأحداث أن الولايات المتحدة تفضل سياسة ممارسة الضغوط القوية بدلاً من البحث عن حلول وترتيبات عقلانية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وكان واضحاً أن شركات التكنولوجيا المتقدمة الصينية تنمو وفق وتيرة تفوق وتيرة نمو نظيراتها الأمريكية. ولهذا السبب قررت إدارة ترامب فرض حظر على تعاون الشركات الأمريكية مع شركة هواوي الصينية الرائدة في تكنولوجيا المعلومات.

ونحن في موسكو، نعتقد أن التكنولوجيات الرقمية يمكنها أن تساعد دول العالم على تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لمواطنيها، وتُعدّ الهند مثالاً جيداً لذلك.