عبد الرحمن النقبي

مدير العمليات اللوجستية بأدنوك ـ الإمارات

منذ صغري وأنا مُغرم ببرامج المسابقات، خصوصاً تلك التي تتعلق بالمعلومات العامة، مثل برنامح «حروف» و«من سيربح المليون» .. ربما يعود سبب شغفي في هذا النوع من البرامج إلى المعلومات العامة الجيدة التي كنت أمتلكها ذلك الوقت.

كان لدي تصوّر مثل أغلب الناس بأن الإنسان الذي يمتلك معلومات غزيرة هو إنسان ذكي، وجدير بأن يُقتدى به، وهي من علامات نجاحه في الحياة.

مع مرور الوقت، بدأت في التراجع عن قناعتي السابقة بأن حفظ المعلومات هو دليل ذكاء وعبقرية، خصوصاً عندما وجدت أن هذه الذاكرة لا تضمن النجاح لأنها عملية حفظ أكثر منها استعمال العقل للتفكير الخلاّق.

نجاح الإنسان لا يعتمد على حجم دماغه، بل على حجم التفكير الذي يستخدم فيه دماغه، فالعقل هو بمنزلة مصنع أفكار وهو مشغول في إنتاج الأفكار التي تُقدرها بعض الدراسات بنحو 50 ألف فكرة يومياً، أغلبها سلبية للأسف، ذلك لأن الناجح هو من لديه مراقبة لنوعية أفكاره، ويحوّل الإيجابي منها إلى ممارسات عملية على أرض الواقع، تُسهم في إحداث تطور إيجابي في حياته.

في إحدى المرات، سُئل العالم الفيزيائي العظيم آلبرت آينشتاين: «كم قدم في الميل الواحد؟»؟. فكان رده: «لا أعرف لماذا يجب أن أحشو عقلي بمعلومات وحقائق يُمكنني أن أحصل عليها في ظرف دقيقتين من أحد المراجع.

خلاصة القول، العقل ليس مستودعاً نُخزّن فيه كل ما يمر علينا من معلومات، بل هو مصنع للأفكار الخلاّقة التي من شأنها الارتقاء بالإنسان والإنسانية على حدٍّ سواء.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟