سارة المرزوقي

باحثة وأكاديمية ـ الإمارات

يمكن لمؤسسات التعليم والمعرفة أن تتحوّل إلى بيئة تفاعلية بمساعدة التكنولوجيا الحديثة، وقد نجح هذا النمط الجديد من التعلّم في تنمية الحس الاستكشافي لدى الطالب، فيمكنه الآن زيارة مواقع جديدة وخوض مغامرات مشوّقة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

ولكن هل يمكن للتعلّم المُعاش أن يتحوّل إلى «تعلّم حيّ»؟ .. ليس بمقدورنا جلب المحيط إلى المكتبة أو المدرسة بالطبع، لكن قد نستطيع إنشاء مربى مائي متوسط الحجم تسبح فيه أسماك بيئتنا البحرية، أو حديقة علمية تعرض نباتات وأشجار البيئة المحلية، كل هذا مدعم بوسائل ذكية تقيّم استيعاب المتلقّي، الذي سيتمتّع بألوان أخرى من المعرفة.

وعملية عرض المعلومة الحية تنسجم كثيراً مع ما تقوم به المتاحف، لذلك صارت فكرة دمجهما في مبنى واحد مألوفة كما تم تطبيقه في متحف ومكتبة مورجان في الولايات المتحدة الأمريكية، ومتحف مكتبة ألبوري، المشروع الأول من نوعه على مستوى أستراليا في فكرة دمج المتحف بالمكتبة، وغيرها من الأمثلة.

لن تستطيع دمج كل شيء بالطبع، لكن لا أعتقد أننا بالمقابل سنتمرّد على «التابو» لو قمنا بإلغاء ساعات دراسية محدّدة نسمح للطالب فيها بالتعلّم في المكتبات والمتاحف ومراكز التراث والحدائق والشركات، فبمساعدة منهج قائم على البحث والاستكشاف، سيحظى الطالب بفرصة التعلّم الحي وبشكل مؤثّر.

تأمّلتُ ما سبق بعد أن حضرتُ أخيراً حفل إعلان انضمام مدرسة «جيمس» إلى برنامج «رحّال» الذي طرحته هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي .. هذا البرنامج الذي يمثّل انطلاقة جريئة لتغيير مفاهيم التعليم التقليدية، حيث يصبح الطالب هو المحور، وله حرية التعلّم بالطريقة التي يختارها والوقت الذي يريده، بدوام جزئي يسهم في تطوير المهارات وصقل المواهب.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟