محمد فايت ـ دبي

لما يقارب الـ 33 عاماً ظلت بطولة دوري الخليج العربي عصية على عميد أندية الإمارات النصر، إذ لم تنجح جميع الأجيال المتعاقبة على الفريق طوال تلك السنوات من إضافة اللقب الرابع لخزائن النصر، بعدما كانت آخر مرة تذوقت فيها جماهيره طعم الفوز بدرع الدوري في عام 1986، ومن قبلها في مواسم (1977- 1978)، (1978 - 1979)، (1985 ـ 1986).

ومنح فوز الشارقة ببطولة دوري الخليج العربي الموسم الماضي جماهير النصر أملاً في رؤية فريقها متوجاً بتلك البطولة، لا سيما وأن إنجاز الشارقة جاء بعد 23 عاماً من الغياب، ما يؤكد أن الأمر ليس مستحيلاً إذا توافرت الإرادة الحقيقية لمنظومة العمل داخل البيت النصراوي، أسوة بفريق الإمارة الباسمة.

وتأمل جماهير العميد أن تستفيد إدارة الفريق من الأخطاء التي حدثت في الموسم المنصرم وألا تكررها مستقبلاً، علماً بأن النادي عاش حالة من عدم الاستقرار الفني إذ تعاقب على تدريبه ثلاثة مدربين، هم: الصربي إيفان يوفانوفنيش في بداية الموسم، والبرازيلي كايو في فترته المؤقتة الأولى، ومن ثم الإسباني بينات سان خوسيه، مع انطلاقة الدوري الثاني، قبل العودة مجدداً إلى البرازيلي كايو زاناردي في فترته الثانية مع الفريق كمدرب مؤقت، قبل إعلان التعاقد معه رسمياً حتى 2021 بعد النتائج الإيجابية في الجولات الأخيرة للدوري.

وبجانب عدم الاستقرار الفني على صعيد الجهاز الفني في الموسم المنتهي كانت هناك تغييرات طالت اللاعبين المحترفين وأخرى إدارية، بعدما تقدم رئيس شركة النصر لكرة القدم حميد الطاير باستقالته بمعية أعضاء مجلس الإدارة، ليتم تعيين عبدالرحمن أبو الشوارب رئيساً لها، وإضافة إلى التغييرات التي طالت الجهاز الإداري للفريق باستبداله أكثر من مرة وجميعها أسباب جعلت موسم العميد يمضي نحو السوء.

وكان النصر أنهى موسمه في دوري الخليج العربي في المركز الثامن برصيد 36 نقطة، إذ كان قريباً من دائرة الهبوط، لكن تحسن النتائج قاده للابتعاد عنها.

الاعتماد على أبناء النادي

أخبار ذات صلة

«الشارقة الرياضي» يوقّع مذكرة تفاهم مع «الدفاع المدني»
فيفا يدعو طاقم الإمارات المونديالي لسيمنار حكام كأس العالم


ولإعادة بطولة دوري الخليج إلى قلعة العميد اشترط لاعب النصر السابق أحمد الدليل، العودة إلى أكاديمية النادي لبناء أجيال كروية جديدة، بدلاً عن النهج المتبع حالياً في الاعتماد على استقطاب اللاعبين من خارج النادي والمحترفين المتقدمين في العمر الذين يتم استجلابهم، فهذا لا يعني إعداد فريق حسبما يرى.

وأضاف: «إنجازات النادي تاريخياً تحققت عندما كان لدينا ما يزيد على الثمانية لاعبين في صفوف منتخب الإمارات الأول، باعتبار أن ذلك هو المقياس الحقيقي لجودة اللاعبين في أي نادٍ وجميع الأندية التي فازت بالدوري في الآونة الأخيرة نجدها ترفد الأبيض والمنتخبات الوطنية بأكبر عدد من اللاعبين».

ونصح لاعب النصر السابق، إدارة العميد الحالية بالعمل في الجذور من أجل إعداد جيل جديد من أبناء الأكاديمية لبناء فريق قادر على استعادة العصر الذهبي لأزرق دبي، وقال: «إذا لم تعمل على ذلك فلن تنجح، والدليل هو فشل جميع الأفكار التي طبقت في العقود الثلاثة الماضية في تحقيق الفوز بلقب الدوري».

وطالب الدليل بأن يكون استقطاب اللاعبين الأجانب مدروساً ووفقاً لأهداف محددة، بدلاً من قيد لاعبين أجانب يقل مستواهم عن اللاعبين المحليين: «هذا يؤدي حتماً إلى خلق مشكلات فنية في الفريق، كما تبين في المواسم السابقة من كثرة تغييرات المحترفين، إذا لم يستمر أي لاعب مؤخراً مع الفريق لأكثر من موسم، ويجب أن تكون طريقة استقطاب الأجانب أكثر احترافية».

ورأى أن الإنجاز الذي حققه نادي الشارقة في الظفر بدوري الخليج العربي بعد أعوام طويلة من الغياب يمنح جماهير النصر بارقة أمل في أن التتويج بالدوري مجدداً ليس مستحيلاً، لكنه يحتاج إلى مشروع يتوافق عليه الجميع من الإدارة واللاعبين والجهاز الفني، عماده أبناء النادي لأن ما تحقق في الشارقة كان بسواعد أبنائها سواء المدرب عبدالعزيز العنبري أو اللاعبين الأساسيين بالرغم من محدودية عددهم، إلا أنهم تأسسوا في أكاديمية النادي وليسوا مستقطبين من خارج الفريق.

تشخيص وحلول

وقطع مدير الفريق الأول بنادي النصر الأسبق خالد عبيد، بأن تشخيص الأسباب ومعرفة أماكن الخلل هو المفتاح الصحيح لطريق النصر للعودة إلى منصات التتويج والفوز ببطولة الدوري التي تتشوق جماهيره إليها، لا سيما وأن هناك أجيالاً تشجع الفريق لم تراه يفوز بتلك البطولة.

وأوضح أن «غياب الاستقرار الفني والإداري في الفترة الماضية لعب دوراً كبيراً في تراجع مستوى النصر بشكل عام، خصوصاً بعد أن كان قبل ثلاث سنوات في قمة مستواه، لكنما حدث نتيجة طبيعية للظروف التي مر بها الفريق، فتغير فكر كامل على اللاعبين من الناحتين الفنية والإدارية».

وفيما يختص بالتعاقد مع الأجانب شدد عبيد على ضرورة أن يكون الاختيار للمراكز التي يحتاجها الفريق بعد تحديدها بعناية، ومن ثم يبدأ في دراسة ملفات اللاعبين الأجانب لفترة لا تقل عن الستة أشهر وليس أسبوعين، كما هو معمول في بعض الأندية، حتى يتم تنقيح اللاعبين واختيار الأفضل منهم للانضمام للفريق لتقديم الإضافة المطلوبة وليس استجلاب محترفين يكونوا عبئاً على الفريق، مثلما حدث في بعض الصفقات.

وخلص عبيد إلى أن الفوز بدرع الدوري يحتاج إلى عمل جدي بتوافر الإرادة لجميع أركان المنظومة، وهذا ما حدث في نادي الشارقة الموسم الماضي، بتحمل الجميع للمسؤولية وتقديم التضحية المطلوبة بالرغم من محدودية الخيارات لدى المدرب عبدالعزيز العنبري، لكن الشيء المهم هو تناغم المجموعة الموجودة من اللاعبين، التي صبرت عليها الإدارة في السنوات الماضية حتى وصلت لمرحلة عالية من النضج بجانب تدعيمها بعناصر أجنبية مميزة، وهذا ما نحتاج إليه في النصر، الإيمان بقدرات اللاعبين ومنحهم الفرصة الكافية بجانب تدعيمهم بأجانب مميزين وكادر تدريبي قادر على ترجمة الأهداف لواقع مملوس.