عبدالله المهيري

في الـ 27 من يونيو الماضي مرر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون حول الأمن الرقمي أو ما يسميه البعض الأمن السيبراني، القانون متعلق بشبكة الكهرباء وأمنها والسعي نحو تقليل الاعتماد على التقنيات الرقمية للتحكم بشبكة الكهرباء والعودة لوسائل ما قبل الإنترنت، هذا القانون في رأيي تأخر كثيراً وفي بلدان عديدة.

كل دولة لها منشآت حيوية تعتمد عليها لتسيير الحياة اليومية، وكثير من دول العالم أدخلت تقنيات رقمية للتحكم بهذه الشبكات بدقة أعلى وعن بعد، لكن لهذا التغيير أثر جانبي سلبي يكمن في إمكانية العبث بأمن المنشآت عن بعد ومن خلال الإنترنت، وهذا تهديد يمكن أن يكون من داخل وخارج الدولة، ولذلك كان قرار مجلس الشيوخ الأمريكي.

ما أستغربه هو سعي حكومات وشركات إلى ربط المرافق الحيوية بالشبكة دون التفكير في العواقب، أو ربما بالتفكير بالعواقب ثم تجد أن سهولة الاستخدام وتوفير الوقت والتكاليف تبرر هذه المخاطرة، محطات طاقة نووية تتعرض لهجمات عبر الشبكة، وهذا مثال واحد يكفي للسعي نحو حل المشكلة بقطع المرافق الحيوية عن الإنترنت والعودة للأسلوب القديم للتحكم بهذه المرافق، بدون اتصال بالإنترنت لن يكون هناك خطر اختراقها من جهات خارجية.

أخبار ذات صلة

بيت الأسرة الإبراهيمية... توازنات الأمن الديني ما بعد الاضطراب الفكري
حياتنا بين نقطة وفاصلة

يفترض أن المرافق الحيوية تستخدم شبكة خاصة بها لا تتصل بالإنترنت أو لا تستخدم أي شبكة وتكتفي بالتحكم المباشر الذي يحتاج من العامل لأن يكون هناك في المنشأة، نحن في عالم يتصل فيه الناس ببعضهم البعض باستخدام شبكة عالمية قرّبت المسافات لحد عجيب، مع هذا الاتصال يأتي المفيد والضار، وفي حالة المرافق الحيوية لا شك في أن الضرر كبير ويبرر قطع الاتصال بالإنترنت.