فاطمة اللامي

من المستغرَب جداً، أن تقرير يناير الماضي لوكالة الاستخبارات الأمريكية، لم يشر إلى أي تجاوزات إيرانية للاتفاق النووي، وأن فرق التفتيش لم تلحظ ما يدعو للقلق في أي نشاط إيراني في منشئاتها، وكأن التقرير أراد - عمداً - أن «يغض» الطرف عن خروقات الاتفاقية النووية الأوروبية إلى هذا التوقيت، ليخرج علينا مؤخراً، تقرير استخباراتي أمريكي جديد، يكشف عن تخصيب طهران لليورانيوم سراً، وهذا ما ينقض تقريرها الصادر مطلع العام!

الرئيس الأمريكي بدوره، واستناداً للتقرير الاستخباراتي الأخير، صعّد نبرة التهديدات، متوعداً طهران بمزيد من العقوبات القاسية الكبيرة؛ وكأنه بهذا الخرق، قد وجد المسوغ الموضوعي لإلغاء الاتفاق النووي مع الجانب الإيراني، والبرهان القاطع لإسكات معارضيه في الكونغرس الأمريكي لإلغائه الاتفاق ومطالبة إيران بالتفاوض من جديد حول البنود.

إيران ستكابر كعادتها، ولن ترضخ «علناً» للمطالب الأمريكية أو دعوات المجتمع الدولي، بل سترفع من حالة التوتر في المنطقة، بمواصلة «تحرشاتها» الأزلية في شؤون المنطقة، وتكثيف مناوراتها عبر وكلائها الشرعيين، سواء في إطلاق صواريخها الباليستية عبر ذراع الحوثي أو استهداف وقرصنة الناقلات البحرية في الخليج، في محاولات مستمرة لإلحاق أكبر ضرر بمصالح خصومها السياسيين وزعزعة أمن المنطقة، وفي تكتيك سياسي منها لتلميع واجهتها داخلياً وخارجيا، ولعب دور الخصم العنيد الذي لا يقهر.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

من جهته ترامب، سيبقى رافعاً لسقف العقوبات متوعداً، حتى يضمن دخولاً سلساً للبيت الأبيض في دورة ثانية، بدعوى الملف الإيراني ومحاربة قوى الإرهاب!