منورة عجيز

قال الأديب والشاعر الإماراتي علي أبوالريش إن قافلة الثقافة والأدب الإماراتي تسير بسلام، وقد تصادفها بعض العقبات لبعض الوقت، ولكن القافلة تستمر في صيرورتها وديناميكيتها، مؤكداً أنه مغرم بقراءة النتاج الأدبي للشباب، ويرى أنه على الرغم من أن بعضهم متسرّع في خوض غمار الكتابة، إلا أن هناك أدباء كباراً يستقون الطاقة الإيجابية منهم، ناصحاً إياهم بالقراءة، فهي كنز الشباب وثروتهم اللغوية لإنتاج أعمال إبداعية هادفة.

وكشف أبوالريش، في حواره مع «الرؤية»، أنه بصدد إصدار كتابين جديدين، منوهاً بأنه على الرغم من إنجازاته الأدبية المتعددة إلا أنه يشعر بأنه لم يكتب شيئاً حتى الآن، ويشعر بأنه يمتلك الكثير من الأشياء التي تتطلب التعبير عنها في أعمال روائية وشعرية وقصصية.

وحول رؤيته لمقومات نجاح الكاتب، ذكر أنها تتلخص في تمتعه بالملكة الإبداعية والثروة اللغوية والمعلوماتية، مبيناً أن الدور الاجتماعي للكاتب يحتّم عليه الغوص في نفوس الشخوص المحيطين به لينسج من قصصهم خيوط رواياته .. وتالياً نص الحوار:

• إلى أي صنف من الكتابة الإبداعية تميل؟

أميل إلى كتابة الأعمال الأدبية الإنسانية والتاريخية التي تمزج بين الفلسفة والخفايا والتداعيات النفسية والواقعية.

• هل أنت بصدد إصدار أعمال أدبية جديدة؟

أخبار ذات صلة

آنا دي آرماس.. مارلين مونرو في Blonde
كريس إيفانز يحلم بالمشاركة في حرب النجوم


أعمل حالياً على إصدار كتابين جديدين، أحدهما عبارة عن رواية إنسانية فيها شيء من الفلسفة وعلم النفس، ومن المتوقع أن تصدر العام المقبل، وتتحدث عن يوميات عبدالتواب البغدادي وعلاقة شخصين من الجنسية العراقية يواجهان معارضة كبيرة لاختلاف ملتهمها، ولكن يجمعهما الحب والصداقة.

• من وجهة نظرك، ما الدور الاجتماعي للكاتب؟

الدور الاجتماعي للكاتب يحتم عليه الغوص في الأغوار النفسية للأشخاص من حوله، ليتمكن من نقلها عبر أعماله الأدبية ذات الرسائل الإنسانية والاجتماعية.

• ما تقييمك للأعمال الأدبية الشابة؟

بعضهم متسرّع في الكتابة، لكنني مغرم بالقراءة لهم لأنهم يذكروني بمرحلة شبابي، وأدعوهم إلى أن يقرؤوا كثيراً لجمع أكبر قدر من المعلومات، من أجل كتابة روايات متكاملة، لأن القراءة تمنحهم كنزاً وثروة لغوية تساعدهم على الاستمرار في الكتابة الأدبية والإجادة اللغوية.

• بماذا تنصح الكُتّاب الشباب؟

أتمنى من الشباب أن يلتقوا مع كبار الأدباء والمثقفين وأفراد المجتمع لتبادل المعرفة والخبرات معاً، فهم سيكتسبون الخبرة ونحن نستقي منهم المعلومة والروح والطاقة الإيجابية وأفكارهم المتجددة، وأن يقرؤوا ما بين السطور لتحديد الأسباب الفكرية والدينية والثقافية وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأمور من حولهم.

• ما الصفات التي يجب توافرها في الكاتب؟

أود أن أشير بداية إلى أنه ليس كل من رغب في الكتابة استطاع أن يكتب، بل يتطلب الأمر أن تتوافر لديه الملكة الإبداعية والثروة اللغوية لتعطيه مساحة من الكتابة، وكذلك القدرة على جمع المعلومات التي تساعد الكاتب على إصدار الرواية، إذ إنها تعد «برلماناً مفتوحاً» تتشبع وتتسع فيها الأفكار جداً. لذا، فإن لم يمتلكها الكاتب لن يستطيع إنتاج ذلك النوع من الأعمال الأدبية.

• كيف ترى الساحة الأدبية الإماراتية؟

الكتب والكُتاب والثقافة بخير، وقد تعتليها بعض الهمات والعقبات، ولكن القافلة مستمرة، وطالما أن الإنسان موجود فسيظل الإنسان المبدع موجوداً، وسيستمر وجود المثقفين والشغف للقراءة.

• أصدرت سابقاً مسرحيتين، لكنك توقفت، لماذا؟

في الحقيقة أميل إلى تأليف الرواية أكثر، ففي العمل الروائي لا توجد عناصر خارجية يمكن أن تتدخل في النص المكتوب، لكن في العمل المسرحي يقدم الكاتب نصاً ثم يتولاه شخص آخر، لكن العمل الروائي سواء كان جيداً أو سيئاً فالمعد له هو من يتحمل مسؤوليته.

• بعد إنجازاتك الكبيرة على الساحة الأدبية، ما الذي تطمح إليه؟

ما زلت أشعر بأنني لم أكتب شيئاً، فالعديد من الأشياء الموجودة حالياً في الذهن والوجدان تتطلب التعبير عنها عبر الأعمال الأدبية المختلفة من روايات أو نثر أو شعر أو قصص، صحيح أن بعض الأمور تعيقنا عن ذلك، لكن أتمنى أن أتمكن من التطرق إليها في الأعمال المقبلة.

• ما أبرز المحاور الأدبية التي تود التطرق إليها مستقبلاً؟

العديد من المواضيع حقيقة، خصوصاً مع الزلازل التي حدثت في الوطن العربي خلال السنوات الماضية وأدت إلى تمزق الصلات الوجدانية، وعلينا أن نكتب رواية تستعرض عن كثب كل ما يحدث في المنطقة، والواقع العربي، وتجمع الشتات الذي تتعايش معه المجتمعات الآن، فلا شيء يحدث صدفة، فلنحاول الخروج من الصنمية وندرس تلك الظاهرة ومدى انتشارها واستمراريتها.

• وأخيراً، ما هواياتك الأخرى بخلاف الكتابة؟

أحب السفر كثيراً، لكنني أهوى السفر في الرواية بالمرحلة الأولى، وأعشق القراءة، وكلما قرأت انتابني إحساس بأنني لم أشبع أو أكتف منها، مع التزامي اليومي بالقراءة لخمس ساعات.

تمتد مسيرة الكاتب والشاعر الإماراتي علي أبوالريش لأكثر من أربعة عقود، أصدر خلالها نحو 20 عملاً أدبياً، حملت في طياتها مشاعر ورسائل إنسانية عبرت عن حال المجتمعات والشعوب العربية.

ولد أبوالريش عام 1956 في منطقة المعيريض برأس الخيمة، وتخرج في جامعة عين شمس قسم علم النفس بمصر عام 1979، وانضم إلى عالم الصحافة.

وفي عام 1982 اختيرت روايته «الاعتراف» ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية، ومن أبرز أعماله «السيف والزهرة، رماد الدم، نافذة الجنون، تل الصنم، سلايم، ثنائية مجبل بن شهوان، ثنائية الروح والحبر والتمثال، زينة الملكة، امرأة استثنائية، وجوه إماراتية وجلفار».