لبنى الهاشمي

لا نغالي إن قلنا إنّ من الخصائص الغنية التي تختبئ وراءها بوارق التنمية المستدامة، أن تكون القيم المجتمعية تكرس الاهتمام بالمرأة والاحترام والتقدير لمكانتها، لهذا تم إطلاق الدفعة الخامسة من المسرعات الحكومية المعنية بتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات.

كان حجر الزاوية لتقدم المرأة الإماراتية ما حققه ويحققه الاتحاد النسائي العام، والتنمية الأسرية، بتوجيهات ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، وتفعيلها كل الخطط المنشودة بشأن تقدّم المرأة ونهضتها، وأعلنت القطيعة مع ثقافة التهميش والإقصاء بكل أصنافه، والتخلص من ربقة النظرة النمطية السائدة.

التمكين للمرأة الإماراتية بلغ ذروته، لأنه أصبح لا يعتمد على نظرية المساواة بين الجنسين فقط، لأننا تجاوزنا هذه النظرة السطحية، بل النسخة المختلفة لتمكين المرأة أن نضع تكافؤ الفرص في الصدارة قبل نظرية المساواة، حيث تُقيّم المرأة بمواطن قوتها وإمكانياتها وقدراتها، ومدى توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة، والرفاه الاجتماعي، ومدى تمثيلها في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، لإدخال تحول ثقافي وقيادة دفة الطاقة النسائية القادرة على صنع القرار بصورة أكثر قوة في المستقبل.

هناك ثمة تفهم في مكونات المجتمع لقدرات المرأة أفضت إلى قناعة مجتمعية نيّرة أضاءت طريقها، تلك الخصوصية الثقافية التي بها لا بغيرها استطعنا أن نحقق ما كان مستحيلاً. إنها الخمائر الأولى لتقدمنا، فليس عبثاً النجاح الكبير الذي حققته المرأة ومشاركة الرجل لها العطاء لصالح المجتمع، لأنها أيضاً تستقي أولًا وأخيراً مُثُلَها وأخلاقياتها من هذا الوعي القيمي المنسجم مع الدين الوسطي، ولهذا تحقق التمكين للمرأة الإماراتية في فترة وجيزة، كما نال هذا الإنجاز الاهتمام المحلي والعالمي.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟