منى الرئيسي

كثيراً ما يتردد عالمياًّ وإعلامياًّ مصطلح «المصالح المشتركة بين البلدين».. نعم فهذه هي طبيعة الحياة البشرية القائمة على حاجة كل طرف إلى الآخر، سواء كان هذان الطرفان من الأفراد أو الجماعات أو الدول، ولكن تقول الحكمة الصينية «ليست كل الأزهار ثماراً».

على خلفية هذا نرى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأخيرة إلى الصين عكست شكلاً آخر من أشكال العلاقات بين الدول غير القائمة على النفعية البحتة، وهي علاقة «صداقة الفضيلة»، التي تؤمن بأن الإنسان في خدمة أخيه الإنسان وفق أطر احترام الخصوصية الداخلية للتكوين المجتمعي والأيديولوجي، فلا تخفى سياسة الصين المبنية على النأي عن التدخل في الشؤون الداخلية لأصدقائها ولا سياسة الإمارات الداعية دوماً إلى التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي، وتلك حالة مشتركة.

هنا علينا أن نتساءل: كم من العلاقات البراغماتية التي انتهت إلى صراعات أكبر نتيجة اتساع رقعة المطامع وتضارب المصالح؟، وكم يقابلها من علاقات صداقة دولية أذابت خلافاتها القيمُ النبيلةُ المشتركة التي وضعت معيارها الأول حسن النوايا ونشر السلام؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

وبعيداً عن كل المنافع المشتركة المتحققة من زيارة الدولة إلى الصين وما نتج عنها من تفاهمات تقود إلى الخير لأبناء الدولتين، لا بد لنا من أن نتمعن قليلاً في الأثر الإنساني العام الذي تحدثه زيارات كهذه، كأن يجلس قائد ــ في ظل جدوله البروتوكولي الحافل ــ وسط مجموعة من الشباب الإماراتي والصيني ويخبرهم بتاريخ العلاقات بين البلدين والإيمان بأن الرهان هو على الاستثمار في الشباب وعقولهم.. هنا كلمة ونقطة في آخر السطر «للسياسة وجه إنساني مرتبط بالحكمة المتقاربة مع درجات الفضيلة».