عبد الرحمن النقبي

مدير العمليات اللوجستية بأدنوك - الإمارات

لا يكاد يمر يوم دون أن نشاهد مقطعاً لأحد مشاهير التواصل الاجتماعي أو من يلقبون بـ «الفاشينستا»، ولا تكاد تجلس مع شخص إلا وهو مشغول بمشاهدة أحد حساباتهم.

أصبح الفاشينستا قلب حديث المجالس، وغالبية هذه الأحاديث قد تكون سلبية تتخللها كلمات الاستهزاء والانتقاص من بعض هؤلاء المشاهير، بل تصل في أحيان كثيرة للمطالبة بمحاسبتهم وإيقاع أقصى العقوبات في حقهم.

هنا يحق للجميع إبداء استيائهم من المحتوى «الهابط» لبعض ما يُعرض من قبل الفاشينستا، لكن إذا ما سألنا أنفسنا من أين جاء هؤلاء؟ هل هبطوا من كوكب آخر؟ والإجابة أنهم أبناء مجتمعنا ونتاجه، بل قد يكون بعض ممن يُطالب بمعاقبتهم من أفراد أسرة الفاشينستا نفسها.

لذا، فما يقدمه الفاشينستا أبناء مجتمعاتنا ليس بالشيء الدخيل أكثر مما هو انعكاس للعقل اللاواعي لأفراد المجتمع ومستواهم، وكما الحال إذا عصرنا برتقالة، فإنها لن تُخرج لنا عصير تفاح أو عصير رمان، لذا وجب علينا الاعتراف بأنّ «فاشينستاتنا» هم أبناؤنا وإخواننا وجزء لا يتجزأ منا.

ويتذكر الجميع الضجة التي أحدثتها رقصة «كيكي»، وردّة فعل مجتمعاتنا عليها والقوانين التي وُضعت لتجريمها، أهناك من يتحدث عنها الآن؟ دعونا نقارن بين كيفية تعامل الغرب مع «كيكي» وكيفية تعاملنا نحن معها.

من هذا المنطلق، أرى أن تهويل الموضوع وتحميله أكثر مما يحتمل قد تكون نتائجه عكسية، وأن ما يحدث منعطف حاد تمر به مجتمعاتنا ليس برضاها، وقطعاً سوف تحدث أخطاء هنا وهناك، لكنها ضريبة يجب أن ندفعها مقدماً، حتى يقوم المجتمع بتصحيح نفسه مع ارتفاع وعي أفراده بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟