عبدالله المهيري

بعد ساعات من حادث إطلاق النار في أمريكا ومقتل العديد من الأبرياء، بدأت أصوات تكرر نفس الأسطوانة التي كررها غيرهم ولعقدين أو أكثر، تحدثوا عن ألعاب الفيديو وكيف أنها مشكلة تتسبب في هذا العنف الذي تعاني منه الولايات المتحدة.

إنه من السهل إلقاء اللوم على ألعاب الفيديو، مع أن الرابط بينها وبين العنف على أرض الواقع ضعيف أو لم يثبت بعد!، لوم ألعاب الفيديو لا يختلف كثيراً عن لوم تقنيات سابقة على ظواهر عانى منها أي مجتمع، كالتلفاز والمذياع والهواتف الذكية وحتى الصحف، وجدت في ذلك تبريراً لما يعاني منه المجتمع ومحاولة وضع حلول سريعة للمشكلات.

يفترض أن نهتم بما يحدث في أمريكا لأن هناك نمطاً من الأحداث يتكرر في بلدان عدة، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغذي العنف والكراهية بتصريحاته وحملته الانتخابية، وكلماتُه ليست مجرد كلمات بل هي طاقة تخلق السخط في أوساط فئة لديهم استعداد مسبق للكراهية، ويحتاجون لمزيد من التشجيع لدفعهم نحو الهاوية ونحو تحويل الكراهية لأفعال تسببت في مقتل وجرح المئات، هذا دون أن نذكر الأثر السلبي على الأسر والأقارب وأصدقاء الضحايا.

إن لوم ألعاب الفيديو مجرد تشويش، ومحاولة لجذب انتباههم بعيداً عن حقيقة أن دولاً عديدة لديها سوق كبير لألعاب الفيديو، وبعضها يسمح بحمل السلاح ومع ذلك جرائم القتل والهجمات الإرهابية نادراً ما تحدث هناك.

إن ما يحدث في أمريكا ظاهرة أمريكية بحتة، ولا يمكن إلقاء اللوم فقط على الألعاب الإلكترونية أو الصحة العقلية للمجرمين، لأن المشاكل الاجتماعية لا يمكن حلها بإلقاء اللوم على وسيلة ترفيهية.

أخبار ذات صلة

بيت الأسرة الإبراهيمية... توازنات الأمن الديني ما بعد الاضطراب الفكري
حياتنا بين نقطة وفاصلة