حسن عبد الرحمن

ربما بدت الصدمة جلية على أنصار ومشجعي نادي العين، بعد أن أعلن نادي الجزيرة تعاقده مع نجم المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم ولاعب الزعيم سابقاً عمر عبد الرحمن (عموري) في صفقة انتقال حر لمدة ثلاثة أعوام، وأيضاً متوسط الميدان عامر عبد الرحمن، وهي التي كانت تمني النفس بعودة عموري الذي لمع بريقه مع الزعيم إلى صفوف الفريق.

وما بين حزن الجماهير العيناوية وفرحة جماهير فخر أبوظبي بالعيدية الثمينة من إدارة النادي، يبدو الأفق مملوءاً بمفاجآت، فلا يستبعد محللون تحركات كبيرة من البنفسج، ليؤكد رغبته في المنافسة من جهة، وإرضاء الجماهير من جهة أخرى.

وبشكل أوضح، فتح هذا التعاقد الثنائي للجزيرة مع لاعبي العين السابقين الباب واسعاً لمختلف سيناريوهات رد الفعل العيناوي من أجل تخفيف وطأة خسارة جماهيره للاعب بقيمة وقامة «عموري» أهزوجتها التي لطالما تغنت بها ولطالما رسمت الفرحة والسعادة في قلوبها.

تردد

تسرب لوسائل الإعلام أن عدم حسم العين لصفقة عموري، جاء نتيجة تردد في أروقة النادي، ما بين ضرورة الحسم السريع للصفقة، أو الانتظار بعد فشل نادي الهلال السعودي بتجديد عقد اللاعب، إذ كان الرهان على قلة الخيارات، وبالتالي الوصول لحل وسط بين مطالب اللاعب، وميزانية النادي.

هذا التردد ساهم بدخول الجزيرة على الخط، الذي جاء مدعماً بتغييرات كثيرة في فخر أبوظبي، كان الهدف منها العودة بالفريق إلى منصات التتويج، وكانت النتيجة الإعلان المفاجئ للصفقة، التي خلقت حسرة ملموسة في وسائل التواصل الاجتماعي لدى جماهير الفريق.

أخبار ذات صلة

«الشارقة الرياضي» يوقّع مذكرة تفاهم مع «الدفاع المدني»
فيفا يدعو طاقم الإمارات المونديالي لسيمنار حكام كأس العالم


سرّ الرقم 10

اعتبر البعض التعاقد مع عامر عبدالرحمن رداً على تعاقد العين مع لاعب الجزيرة السابق محمد جمال، وهو رد رياضي وإعلامي في آن واحد، وهذا ما دفع البعض لتوقع رد من العين على هذه الصفقة، إما من خلال التحرك تجاه أحد لاعبي الجزيرة، أو التحرك نحو اسم لامع آخر.

وأعادت صفقة عموري إلى الأذهان، الأنباء التي سيطرت على سوق الانتقالات مطلع الصيف بشأن رغبة العين في التعاقد مع علي مبخوت، وتم فتح النقاش حول إمكانية عودة هذه الأنباء من جديد كنوع من الرد، وكذلك يبقى خلفان مبارك صانع الألعاب الموهوب الصاعد بقوة وصاحب الرقم 10 ضمن كتيبة فخر أبوظبي.

الكلمات تبدو سهلة هنا، لكن التطبيق لن يكون كذلك، فمن المستبعد للغاية رؤية الجزيرة يفرط بموهبة خلفان، إذ يعد لدى جماهيره حجر الأساس في مشروع مستقبلي، ولن يحدث هذا التحرك، إلا لو تقدم العين بعرض لا يمكن رفضه.

الحاجة إلى الهدوء

أكد الخبير الكروي مبارك الكتبي حاجة العين إلى الهدوء والتركيز والاستقرار في أعقاب عملية تغيير الجلد الشاملة التي جرت له على مستوى مجلس إدارة شركة الكرة ومدرب الفريق والثلاثي الأجنبي وانتدابه عدداً من اللاعبين المواطنين الجدد أمثال محمد هلال ومحمد شاكر ومحمد جمال، موضحاً أن العين يحتاج للاستقرار والعمل المركز على معالجة مشكلات الفريق لمقابلة استحقاقات الموسم المقبل.

وفي تعليقه على أحاديث مفادها أن تعاقد «عموري» مع الجزيرة أمر طبيعي في عصر الاحتراف ومهما ارتبط اسم اللاعب مع العين إلا أن الجماهير تتعامل بعاطفية لا تعرفها كرة القدم ، قال الكتبي «من الناحية الفنية العين لا يحتاج إلى عموري ولن يتأثر به، بمشاهداتي لبعض مباريات الفريق ضمن المعسكر التحضيري بالنمسا وسلوفينيا لفت انتباهي طرق اللعب المتنوعة والمتطورة التي أدى بها العين تحت القيادة الفنية للمدرب ليكو الذي بدا أن في جعبته الكثير الذي يقدمه للعين وأهم شيء زرعه للثقة في نفوس اللاعبين فكان أداؤهم جيداً ومتطوراً من مباراة لأخرى».

وأشار الكتبي إلى حقيقة قسوة الضربة الجزراوية الثنائية على جماهير العين بالتعاقد مع «عموري» وعامر خصوصاً في مرحلة البحث عن استعادة الفريق للتوازن الفني والبدني والمعنوي.

حلول

يرى متابعون أن العين قادر على حل مشكلة صناعة اللعب بوجود مدرب متمكن ومتطور مثل الكرواتي إيفان ليكو، يستطيع أن يلعب بتكتيك صانع الألعاب غير التقليدي بجعل مهمة الصناعة جماعية دون الاعتماد على صانع ألعاب مركزي، وهو ما أكده الكتبي بقوله «العين يلعب بطرق متنوعة مع ليكو، تمكنه من إيجاد الحلول في حال وجود أي نقص».

والحقيقة الأخرى أن العين استطاع بلوغ نهائي كأس العالم للأندية، وسبقها بالظفر بالثنائية التاريخية في غياب «عموري»، ما يجعل الحاجة لصفقة بعد عدم عودة عموري، حاجة إعلامية أكثر من كونها رياضية، وإن كان لعمر قيمة رياضية معروفة للجميع.

النواحي الرياضية يمكن التعامل معها، لكن تبقى هناك حاجة لصفقة مفيدة في النواحي الإعلامية والرياضية على حد سواء، خصوصاً أن المجلس الجديد بذل جهوداً هائلة من أجل انتداب أفضل اللاعبين الأجانب والمواطنين والتجديد للاعبي الفريق القدامى، فلن يرضى بعودة معنويات جماهيره للمربع الأول.

ويبقى أمر رد العين على عدم التعاقد مع عموري احتمالاً لا أكثر، فالفريق قد يكتفي بالأجانب المميزين الذين تعاقد معهم، ويعيد صياغة أفكاره حول التركيز على الملعب.