مصطفى طوسه

السباق عنوانه تنظيم حوار سياسي بين الفرقاء الليبيين مرجعيته اتفاق أبوظبي

في عز العطلة الصيفية لمختلف العواصم الأوروبية كانت الأزمة الليبية المستعصية موضع اتصالات هاتفية ونشاطات دبلوماسية بين مختلف زعماء المنطقة، لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الفرقاء المتصارعين، وتعبيد الطريق للعودة إلى طاولة المفاوضات.وذهبت بعض الأوساط الأوروبية إلى اعتبار تداعيات هذا الوضع الليبي أخطر على الفضاء الأوروبي وأعمق من الأزمة السورية أو اليمنية، ومن ثم اشتعلت حالة الطوارئ الدبلوماسية في بعض العواصم الأوروبية مثل باريس وروما وبرلين، مع تركيزها على ضرورة إيجاد حل في أسرع وقت لحالة الصراع التي تعيشها ليبيا بين فريقين ابتعدا عن الحل السياسي.

وفي انتظار الحل السياسي الذي يبدو أن الأمم المتحدة فشلت في الوصول إليه إذا ما نظرنا إلى حجم الانتقادات اللاذعة التي أصبح موفدها الخاص غسان سلامة يتلقاها من كلا الطرفين، حيث تحولت ليبيا إلى منتج كوابيس للدبلوماسية الأوروبية.

وعلى خلفية حالة الصراع الداخلي وفي غياب سلطة مركزية موحدة.. تنشط في ليبيا جماعات تستغل الاتجار بالبشر، فبؤساء أفريقيا والهاربون من حروب الشرق الأوسط، وجدوا في ليبيا البوابة التي يمكن أن توصلهم إلى أوروبا، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نزيف الهجرة السرية الذي ينهال على التراب الأوروبي منبعه الأساسي ليبيا.

ومن جهة أخرى سمحت الوضعية الليبية بتهافت المجموعات الإرهابية عليها، مستغلة حالة الفوضى، والحرب التي تعيشها البلاد، فتحولت ليبيا إلى سوق مفتوحة للأسلحة، وإلى مرتع للحركات الإرهابية كداعش والقاعدة، والتي تسعى إلى إعادة تنظيم صفوفها، فأصبحت تشكل تهديداً أمنياً مباشراً على مصر المجاورة، وعلى تونس وعلى الجزائر.

إن لكل هذه الأسباب سطوة على الدبلوماسية الأوروبية نفسها مرغمة إياها على إطلاق سباق ضد الزمن من أجل احتواء وضعية أمنية خطيرة قبل استفحالها.

هذا السباق عنوانه الأساسي تنظيم حوار سياسي بين مختلف الفرقاء تكون مرجعتيه التفاهمات التي تم الاتفاق عليها في أبوظبي.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟