خلود الفلاح

يجب أن تكتمل العملية إن أردنا أن نحظى بكل المتعة من الكتاب

كيف يصف تسعة كتّاب عالميين علاقتهم بالقراءة، فيرجينيا وولف، رديارد كيبلنغ، هنري ميللر، هيرمان هيسه، فلاديمير نابوكوف، ماريو بارغاس يوسا، جوزيف برودسكي، نيل جايمان، ألبرتو مانغويل؟

هذا ما يتطرق إليه كتاب «داخل المكتبة.. خارج العالم»، ترجمة راضي النماصي، الذي أوضح أن المعايير التي استخدمها في اختيار مادة الكتاب تعتمد على شهرة المؤلف، وعمق المحتوى، وكون النص مترجماً إلى اللغة العربية للمرة الأولى.

يبدأ الكتاب بمقال «كيف نقرأ كتاباً كما يجب؟»، للروائية البريطانية فيرجينيا وولف، التي ترى أن عملية القراءة الأولى هي استقبال للمشاعر بأقصى فهم لدينا، فهي ليست سوى نصف عملية القراءة، ويجب أن تكتمل تلك العملية إن أردنا أن نحظى بكامل المتعة من كتاب ما، وتدعو إلى اعتبار بعض المؤلفين كالمجرمين! وهم أولئك الذين يكتبون كتباً سيئة، كتباً تضيع وقتنا، كتباً مسروقة!

ويرفض الكاتب البريطاني رديارد كيبلنغ في مقاله «منافع القراءة»، الفكرة التي تقول إن القراءة عمل مقدس، ويعود السبب برأيه إلى وجود شخص مُولع بالقراءة فقط دون سبب يثبت أحد أمرين إما كسله، أو أنه مُجهد من كد المعيشة، ويطلب الراحة بصحبة كتاب ما، وربما يكون فضولياً ويود أن يتعرف إلى الحياة قبل خوض غمارها، لذلك يندمج في أي كتاب تقع يداه عليه لكي يفهم ما يحيره أو يرعبه أو يثير اهتمامه.

ويشير صاحب كتاب «الكتب في حياتي» الروائي الأمريكي هنري ميللر في مقاله «أن أقرأ ولا أقرأ»، إلى أنّ رغبته القرائية بدأت تصبح أقل بعد ستين عاماً من القراءة في جميع الاتجاهات.

وفي مقالته يتساءل ميللر ما فائدة الكتب إذا لم تعدنا إلى الحياة لنعبّ من مائها؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


أحياناً، يكون البحث عن كتاب ما أكثر إثراءً لأرواحنا من الكتاب ذاته، فلا معنى للقراءة إن كانت الكتب تقوم فقط بتحسين ثقافة الفرد.

ربما أعظم فائدة يجنيها المرء من القراءة هي رغبته الصادقة في التواصل مع أشخاص غيره، وأن تقرأ كتاباً حسب ميللر يعني أن تستيقظ من سباتك الروحي، وتهتم أكثر بمن يجاورك، خصوصاً أولئك الذين يختلفون عنك في كل شيء.

ويختم ميللر مقالته بالسؤال: أليس كارثياً إن وجدنا عالمنا خالياً من الكتب؟