منى الرئيسي

بعد مضي نحو ست سنوات على ما يعرف بالربيع العربي وما شهدته المنطقة من تغييرات سياسية في البُقع الساخنة، لم يكن من الصعب ملاحظة أن الشباب هم من كانوا وقود تلك الحركات والمعارك، وهو ما يرتبط جذرياً بدائرة الوعي التي يتحرك فيها هؤلاء سواء أكانت سياسية أو معرفية، ومدى قدرة المجتمعات على احتواء هذه الشريحة المهمة فيها.

قبل عدة أيام احتفت الدول باليوم العالمي للشباب، ووسط أطروحات مختلفة تمسهم يأتي الاحتواء النفسي والاجتماعي على رأسها مما يقيهم الانجراف في دوامات الإدمان والإرهاب والتطرف، فكيف يتحقق ذلك؟!

دعونا نتحدث عن مجتمعاتنا الخليجية التي يشكل فيها الشباب ما يزيد على 25 في المئة من إجمالي السكان، فيما يتجاوز الذكور النصف في هذه النسبة، وكيف تتعدد المبادرات المرتبطة تحديداً بتشكيل الوعي العميق والفكر السليم لديهم، ففي الإمارات مثلاً يبدأ غرس المفاهيم الصحيحة من المدرسة بعد البيت عبر مواد متقدمة كالتربية الأخلاقية، فضلاً عن محاضرات الثقافة الأمنية المقدمة من وزارة الداخلية للمراحل الانتقالية، وفي خضم ذلك يجب ألا نغفل أن الوعي التراكمي يأخذه الطالب من معلمه فما هو فكر وانتماء هذا المعلم؟..

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

عززت الدولة الوعي السياسي والأمني لدى النشء بالخدمة الوطنية، التي أسهمت في تغيير الفكرة المكوّنة حول الشباب الإماراتي «المرفّه»، لتثبت حماسهم نحو خدمة الوطن والذود عنه بالأرواح، ولأن هذه الفئة هي المستهدفة فكرياً لتحريضهم وزرع الأفكار الهدامة في عقولهم، أصبحت مسألة تحصينهم واجباً فجاءت مبادرات كـ: «صواب» و«هداية»، ويترافق مع ذلك كله ضرورة القضاء على البطالة كونها المسبب الرئيس في انحراف الشباب عالمياً.. إذاً التحدي كبير والشباب قنبلة موقوتة ووقود كل شيء.