خالد الروسان

مانديلا: إن نصف الكرة الأرضية لم يجرِ في حياته مكالمة تليفونية واحدة!

تنقل لنا وسائل الإعلام باستمرار حوادث مفجعة تحدث في أماكن كثيرة من العالم تسبب لنا ألماً وحزناً، من مثل: أب يدعس طفله أثناء رجوعه أمام بيته، أو عائلة تنقطع بها السبل وتتوه في بعض الصحاري أو الغابات ويلقى أفرادها حتفهم عطشاً أو جوعاً، أو شخص نفذ الوقود من سيارته في مكان خطر ولم يستطع أن يفعل شيئاً وتعرض لمخاطر كادت تودي بحياته وهكذا.

في واقع الأمر، لو توافر لبعض هؤلاء الناس شيء من التكنولوجيا الحديثة مثل كاميرات في السيارة أو خطوط هاتف أو اتصال بالشبكة الإلكترونية، ربما لتجنبوا ما حدث لهم، واستطاع من تاه منهم طلب النجدة وتحديد موقعه وهكذا، فمع التسليم التام بالأقدار فإنّ ذلك من الأخذ بالأسباب التي أمرنا الله عز وجل بها.

وحقيقة، فإنّ التكنولوجيا اليوم أصبحت من الأمور الرئيسة والأساسية في حياة الإنسان، وربما أصبح العيش دونها عسيراً، ليس بالهين من الأمر، حيث صمم العالم اليوم كل المجالات والخدمات معتمدة عليها، وهو يسير بخطى متسارعة لجعل كل شيء في الحياة إلكترونياً، ويطالب البشر بالتعامل والاعتماد على ذلك، وعليه، فمن الضروري اليوم أن تصبح التكنولوجيا حقاً متاحاً للجميع كالتعليم والعلاج وغيره، وبأسهل الطرق وبأفضل الإمكانات وأرخص التعريفات، إن لم يكن بالمجان.

ولقد علّق الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا يوماً على ما يجري في العالم بالقول: «إن نصف الكرة الأرضية لم يجرِ في حياته مكالمة تليفونية واحدة».

ولنا أن نلاحظ كيف إذا انقطعت الإنترنت مثلاً يتعطل كل شيء، وتتوقف الخدمات والتعاملات، ويصاب العالم بالشلل، حيث أصبح الاعتماد على التكنولوجيا بمثابة ممارسة الحياة بشكل سهل.

ومن هنا، وجب على العالم أن يجعل هذه التقنية في متناول الجميع وخصوصاً الأفراد، فلا يجوز جعل الحياة كلها إلكترونية، ومن ثم حرمان كثير من الناس منها، أو جعل الحصول عليها صعباً ومكلفاً، أو قطعها لأسباب مختلفة، بل يجب أن يسير العالم باتجاه حق متاح للجميع، وإلا فإن عدم حصول الناس عليها له كلفة مادية كبيرة، ربما تتجاوز خسائره أحياناً أرباح ومكاسب هذا المجال وهذه الخدمات.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟