محمد زاهد غول

كان الموقف التركي الرسمي هو رفض التفاوض أو التعاون مع كل التنظيمات الكردية طالما أعلنت سعيها لتشكيل كيان انفصالي شمالي سوريا، أو طالما أضمرت وأظهرت عداءها للرؤية التركية لحل الأزمة السورية، أو طالما هي امتداد مباشر أو غير مباشر لحزب العمال الكردستاني، وبالأخص «وحدات حماية الشعب (YPG).

هذه السياسة التركية اصطدمت بالاستراتيجية الأمريكية في سوريا ومستقبلها الأمني والسياسي، والتي جعلت وزارة الدفاع الأمريكية لا تعتمد ولا تثق إلا بالتنظيمات الكردية شمالي سوريا، فشكلت معها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ولكن نتائج الاتفاق التركي - الأمريكي بتاريخ السابع من أغسطس قضى بإنشاء «مركز عمليات مشترك» في تركيا، لتنسيق وإدارة المنطقة الآمنة شمالي سوريا، والذي أكد أن قسد شريكة في الاتفاق، وهذا يعني تغير الموقف، وإن لم يكن بالاتفاق معها مباشرة فمن خلال الاتفاق مع الولايات المتحدة بإدخال تركيا في تفاهمات لشمال سوريا يكون للتنظيمات الكردية دور فيها، ولكن تركيا كانت ترفض ذلك بشدة، وتعتبر كل هذه التنظيمات إرهابية وتابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي على القوائم الأمريكية، ما دفع الولايات المتحدة لاختراع اسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للالتفاف على القوائم الأمريكية للإرهاب، بينما كانت تصريحات مظلوم عبدي قائد قسد تفيد بمشاركتها وتعاونها لتنفيذ الاتفاق التركي - الأمريكي للمنطقة الآمنة، وهذا لن يكون إلا بموافقة تركيا على دور ما لهذا التنظيم.

وكان مظلوم عبدي قد أعلن في اجتماع الحركة السنوي بحضور قادة التشكيلات العسكرية المنضوية تحت سقفها، وحضور 600 مسؤول عسكري وسياسي من «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للقوات قائلاً: «نعلن أننا سنبذل كل جهودنا لتحقيق التوافق مع الدولة التركية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهنالك اتفاقيات مبدئية لترسيخ الأمن بالمنطقة من خلال نقاط حدودية وسنكون طرفاً إيجابياً في هذه العملية».

وحضر الاجتماع الجنرال نيكولاس بونت نائب مسؤول القيادة المشتركة وقال: «إن التحالف الدولي مستمر في دعم قسد وسيدرب القوات بشكل أفضل».

كما أضاف: «إن قوات التحالف الدولية اتفقت مع تركيا بخصوص أمن الحدود»، أي أنه لن تكون هناك من اليوم فصاعداً أي مخاوف تركية أو لقوات سوريا الديمقراطية.. فهل تتحول قسد إلى حركة سياسية مفاوضة على مستقبل سوريا، أم أن مفهوم الإدارات الذاتية ذات التسليح المحدود هو الرؤية الجديدة للمنطقة الآمنة؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟