زياد الشبح

يقال إن الأطفال لا يعرفون معنى الخوف ولذلك تجدهم يقومون بأفعال عفوية يمكن أن تودي بحياتهم، لأنهم لا يستوعبون معنى الفعل ورد الفعل، ولكن ذلك يختلف معي فقد فهمت معنى الخوف، الشجاعة، الإصرار والغباء، وما حدث معي في صغري هو قصة واقعية حملت أحداثها معي، وهي سبب ما أنا عليه اليوم.

ذات يوم كنت ألعب أنا وابن الجيران في الحديقة بالكرة، لحظتها لم أكن قد تجاوزت السابعة من عمري عندما ظهر أطفال أكبر منا وأصبحوا يضايقوننا لأخذ الكرة منا، كان رد فعلي هو الهرب وترك ذلك الفتى وحده، «ولكن بعد فترة تجاوزت خمس دقائق بقليل رجع ابن الجيران بثياب متسخة ووجه مغبر وأسنانه تنزف، لكنه كان مبتسماً، وقال لي: «لم يأخذوا الكرة مني».

في ذلك الوقت لم أفهم ما سبب ابتسامته، لكن بعدها صغر الخوف داخلي وخجلت نفسي من نفسي، وأصبحت أعرف أن الشجاعة لا تظهر في انعدام الخوف ولكن في مواجهته، وأن القوي هو من يدافع عن نفسه، والأقوى هو من يدافع عن الآخرين.

أخبار ذات صلة

بيت الأسرة الإبراهيمية... توازنات الأمن الديني ما بعد الاضطراب الفكري
حياتنا بين نقطة وفاصلة

هذه القصة رغم أنها حدثت منذ أكثر من 25 عاماً لكن ما زلت أذكر تفاصيلها ووقتها، وحتى رائحة الهواء المحيطة بنا في ذلك الوقت، وعلى خلفيتها يمكن أن أتحمل جميع ما يحدث لي على المستوى الشخصي، لكني أتحول إلى وحش هائج إذا تعرض أحد أحبتي للأذى أو للخطر.. قد يكون ما أفعله خطأ في رأي العديد من الناس.. فهل ستغيرني الأيام المقبلة التي قد أرى فيها سواداً لم أعرفه من قبل؟