د. عبد العزيز المسلّم

مدينة موسكو تحتفل في سبتمبر من هذا العام بذكرى ميلادها الـ 872، وتقام لهذا الاحتفال ترتيبات وأنشطة وفعاليات كبيرة ومتنوعة، تعم المدينة في شتى الميادين والساحات وشوارعها الرئيسة.

تكاد تكون موسكو أعظم مدينة في آسيا، تحوي طيفاً منوعاً من الثقافات والأديان والأعراق، قد لا يكون له شبيه في أي مكان بالعالم، ذلك التنوع ليس مصطنعاً أو وليد حركة سياحية أو حدثاً طارئاً، لكنه حدث إنساني اجتماعي ممتد لقرون.

مدينة موسكو اكتسبت تسميتها من النهر الذي تحاذيه، ومعناه الحرفي: (المدينة التي بجانب نهر موسكو).

يذكر أن المدينة قدّمت دعماً كبيراً لمحيطها من خلال تشييد الأماكن المقدسة من قبل القبائل السلافية التي أسست المدينة في بداية القرن العاشر، أما أول مصدر روسي يتحدث عن موسكو فقد صدر عام 1147، عندما دعا يوري دولغوروكي أمير نوفغورود سيفيرسكيي قائلاً: «تعال إليّ يا أخي إلى موسكو».

بعد تسع سنين في عام 1156، أمر يوري دولغوروكي أمير مدينة روستوف ببناء حائط خشبي حول المدينة، وقد تمت إعادة بنائه مرات عدة للإحاطة بتلك المدينة الناشئة، وبعد أكثر من ثمانين سنة، أحرق المغول المدينة بالكامل وقتلوا سكانها، لكن موسكو تعافت وأصبحت في نهاية القرن الثالث عشر خلال حكم دانييل ألكسندروفيتش عاصمة لدوقية موسكو المستقلة، وقد أسهم موقعها الإيجابي على منابع نهر الفولغا في الاستقرار والتوسع المستمر، ثم تطورت موسكو إلى إمارة مستقرة ومزدهرة، وعرفت باسم دوقية موسكو، وجذبت لسنوات عدة عدداً كبيراً من المهاجرين من مختلف أنحاء الجمهوريات الروسية.

إمارة الشارقة تشارك في معرض موسكو الدولي للكتاب في هذا الوقت المميز، من خلال جناح رئيس كضيف شرف مميز، وهو أكبر جناح في ذلك المعرض، كما أنها المرة الأولى التي تُستضاف فيها مدينة عربية لتكون ضيفاً مميزاً لعرض الثقافة والتراث.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


الشارقة تشارك كعادتها بإصدارات نوعية بلغت 58 إصداراً مترجماً من العربية إلى الروسية، كما تشارك بجناح كبير لهيئة الشارقة للكتاب ومعهد الشارقة للتراث ودائرة الثقافة ودارة الدكتور سلطان القاسمي وجمعية الإمارات للناشرين وثقافة بلا حدود وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.