عمر عليمات

يعلن حزب الله عن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء عبورها الحدود الجنوبية للبنان، وتؤكد تل أبيب الحادثة دون توضيح أسباب، فيما السلطة اللبنانية غائبة برغم أنها قد تدخل حرباً تُفرض عليها، وتؤثر في كافة المناطق اللبنانية وليس في الضاحية الجنوبية فقط.

قرارات الحرب والسلم، واستراتيجيات الردع وحماية الأمن الوطني تقع في صلب مبدأ سيادة الدولة على إقليمها الجغرافي، ولا توجد دولة على وجه الكرة الأرضية تتنازل أو تتقاسم هذه السيادة مع أي طرف آخر، حتى وإن كان طرفاً محلياً، نظراً لما تشكله هذه القرارات من تداعيات على مستقبل الدول واستمراريتها.

جرُّ لبنان إلى حروب جديدة خدمة لأجندات معروفة بالمنطقة، ولتخفيف الضغط عن هذه الدولة أو تلك، لا يمكن تفسيره إلا بأنّ سيادة لبنان أصبحت موزعة ومقسمة بين طرفين، هما حكومة غير قادرة على فرض قراراتها وتوجهاتها على مجمل التراب اللبناني، والطرف الآخر وهو حزب قادر على إشعال حروب وإدخال دولة في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

مراراً وتكراراً، قلنا بأن إيران تحرك بيادقها الإقليمية بما يعزز نفوذها وقدرتها على المراوغة السياسية مع الدول الكبرى، للخروج من عنق الزجاجة الذي باتت محجوزة داخلها، فهل يبقى العالم يراقب ما تقوم به طهران من زعزعة لاستقرار المنطقة وتهديد بنشر الفوضى؟، لتكافأ باتفاق يضخ مليارات الدولارات في اقتصادها كي تعاود من جديد دعم مليشياتها، ونبقى ندور في ذات الحلقة المفرغة، دون التوصل إلى حل يضع منطقتنا على طريق التنمية المستدامة، والتركيز على رفاه المجتمعات، بدل هدر الطاقات لمواجهة مشروع توسعي قائم على إيديولوجيات عفا عليها الزمن.

لسنا هنا بوارد الحديث عن إسرائيل ومقاومتها فهذا طرح آخر، بل نتحدث عن حزب تحول إلى دولة وفرض أجندة داعميه على الأرض اللبنانية، ومارس أعمال السيادة بقوة السلاح، وبالدعم الخارجي المباشر وغير المباشر، فإذا لم يكن هذا اختطافاً لبلد بأكمله، فما هو الاختطاف؟.

إنّ لعب حزب الله باستقرار لبنان وإدخاله حرباً تضيف وجعاً جديداً إلى أوجاعه، وليس من مصلحة أيّ أحد يخاف على بيروت، بل في مصلحة دول اتخذت من الفوضى وعدم الاستقرار طريقاً لتحقيق أحلام بائدة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


باختصار، لبنان اليوم تحت رحمة حزب يشعل حروباً ويتدخل في حروب خارج حدود دولته، وبعد كل هذا يتغنى بسيادة لبنان!، فهل فعلاً سيادة لبنان بيد حكومته؟