بقلم: هشام بوعروري مشارك في برنامج القيادات الإعلامية العربية - الجزائر

إنّ الأوضاع الراهنة في الجزائر نتيجة مباشرة لتراكمات منذ استقلالها، حيث كان استيلاء أصحاب القوة والسلاح على السلطة وتهميش العقول الحكيمة وباءً عليها، ومن يعتقد أن هذا الحراك الشعبي جاء هكذا بعفوية وبدون قيادة، أو تحريض من جهات معينة فهو واهم!.

كيف بدأ الاحتجاج عفوياً؟، أو هكذا كان يبدو قبل أن تُنصب له خيم، وغرف عمليات في دول مجاورة، لتحويل المطالب من تغيير النظام إلى تحطيم الدولة، ففي البداية كان قد أخذ الدروس مما حدث في بلدان مجاورة، لكنّه انحرف عن مساره الشعبي والعفوي.

وهنا لا بد أن نؤكد أن أصحاب القرار كانوا بُلهاء لدرجة أنهم أصروا على ترشيح الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ليتحول هذا الإصرار في أقل من أسبوع إلى معضلة سياسية حقيقية، فالمطالب كانت مشروعة في بدايتها، وتوسعت الآن لدرجة مخيفة، فبعد أن طالبت الجماهير بتغييرات سياسية، امتدت إلى مطالب بإزالة النظام من جذوره، يذكرنا بما حدث في ليبيا وعرّابها بيرنارد ليفي.

إن لم يفهم البعض «الرسالة» فإنّ العُقلاء فهموا أنها تهديد لأمن الدولة والمجتمع، حيث كانت سابقة في الترشح للرئاسات عبر التاريخ، وفي قمة الاستفزاز الذي يهدف إلى إثارة الفوضى على طريقة ليفي في ليبيا، وهذا ليس اعتباطاً أو صدفة بل كله كان مخططاً له.

ومع الأسف انخدع الشباب الجزائري لمدة سنوات، قبل أن يصاب بالفاجعة التي أفقدته البوصلة والثقة في الرئاسة وآل بوتفليقة، فخرج مُندداً بما ستؤول إليه الجزائر إذا ما رُشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة، وهو في حالة صحية يرثى لها، حيث كان مغيباً لسنوات تحت طائلة المرض.

أخبار ذات صلة

مقاومة التشتت الجغرافي-الاقتصادي.. كيف يحدث؟
فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!