بقلم: لبنى البدوي مشاركة في برنامج القيادات الإعلامية العربية ـ سوريا

للمرأة السورية اليوم معركتها الكبرى، وهي مهتمة بها أكثر من أي وقت مضى، فالقضية ليست مسألة وجود بل وطنٌ وحياةٌ كريمة، قد يقول قائل هنا: ما جدوى الحديث عن وضع المرأة ودورها في مجتمع يعاني من دمار حرب شرسة، وطائفية ومجازر جماعية، وتناحر بين القوى السياسية، وانتهاك القوانين وحالة الفوضى وعدم الاستقرار؟!، لكن أليس للغد نصيب هنا؟، وهل من المنطق والعقل أن يكون غدٌ دون مرأة؟!

إنّ من تحمل العبء الأكبر في الأزمة السورية هي المرأة، فقد دُفعت إلى أتون حرب لم تكن صاحبة القرار فيها، فألفت نفسها حاضنة الشهادة المتنازع عليها، وحاملة أعباءها وجروحها وتبعاتها، فهي أم الشهيد وأخته وأرملته ومربية أطفاله، ومحكوم عليها بالعفة المؤبدة صوناً للقب الشهيد.

ومن يتابع وضعها في كل المناطق المحررة والمطهرة، بحسب توصيف السياسة والإعلام، فسوف يرى أن وضعها يزداد تردياً.

لكن إذا ما أمعنا النظر بواقعها سياسياً، نجد خطوات مهمة أنجزت، فهذه تغيرات جوهرية على واقعها السياسي، فهي اليوم في المجالس البرلمانية والأحزاب السياسية، وفي المناصب التنفيذية العليا «الوزارات»، وهذا ما يدل على قدرتها على المشاركة السياسية، لما تتضمنه هذه المشاركة من انعكاسات إيجابية، إذ إنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية سياسية متكاملة دون مشاركة فاعلة من طرفها.

واليوم، في ظل الأزمة الحالية يبرز دورها في الحل، بتوفير فرص العمل اللائقة بها، لأنّها وكما قالت الكاتبة كوليت خوري: «المرأة هي الوطن والوطن هو أم، فعندما تكون مثقفة وواعية يكون المجتمع مثقفاً وواعياً، ولا يوجد مجتمع واعٍ دون امرأة واعية».

أخبار ذات صلة

مقاومة التشتت الجغرافي-الاقتصادي.. كيف يحدث؟
فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!