عبدالله النعيمي

الإنسان عبر مراحل حياته المختلفة، لا يكون بنفس المزاج والقدرات.. وما تقوى عليه في بداية حياتك، قد لا تطيقه عندما تقدم العمر بك.

لذلك أنصح الشباب دائماً بخوض التحديات الصعبة في بداية حياتهم الوظيفية، ليستغلوا مخزون الطاقة الهائل الكامن فيهم، قبل أن يتبدد أو يخمد على مر السنين.

عندما تحصل على وظيفة براتب كبير، وأنت في العشرين، يدفعك الحماس لقبولها دون تردد مهما كانت صعبة، فقد تتطلب العمل لساعات طويلة والسفر لأماكن بعيدة، لأنك في هذا العمر مهيأ جداً لخوض التحديات الكبيرة، التي تتطلب مجهودا بدنيا، ودافعية عالية، لكن لو حصلت على نفس الوظيفة وأنت على أعتاب الخمسين، فقد تجد نفسك في حيرة من أمرك، خصوصاً لو كنت تعيش وضعاً مالياً مريحاً، واستقراراً عائلياً.

خذها قاعدة.. العشرينات مرحلة الكفاح والمغامرة والصبر، والقدرة على تحمل (البهدلة)، ولو ركنت إلى الراحة والاستقرار خلالها، ستُهدر على نفسك الكثير من الفرص، وقد تستيقظ بعد 15 عاماً على واقع مؤسف، فتجد نفسك فيه في آخر الركب.

كل ما سبق نصف الحقيقة، أما النصف الآخر فهو ضرورة الانطلاق من المكان الصحيح، لأن المكان الخطأ لن يقودك إلى الهدف الذي تنشده.

في أحد الأيام سألني ابني، ونحن نراقب العمل في منزلنا الجديد:

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


لماذا يحصل عامل البناء على أجر أقل بكثير من المهندس المعماري رغم المجهود الكبير الذي يبذله؟

أجبت: لا يهم مقدار الجهد الذي تبذله يا بني، الأهم هو أين تبذله، ومتى تبذله!.