منورة عجيز ـ أبوظبي

مزجت أعمال أربعة فنانين مقيمين في الإمارات ضمن معرض «سرديات تأملية»، الذي افتتح مساء أمس الأول في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، بين الخيال والواقع عبر الاستعانة بتقنيات حديثة من ضمنها أجهزة استشعار.

ويخوض زوار المعرض تجربة الاستماع إلى أصوات الجدران في ظل إضاءة خافتة للمصابيح المبتكرة من ملح الهيمالايا، فضلاً عن السير على رمال وردية، والاطلاع على عشبة «كف مريم» التي تدب فيها الحياة وتزهر بعد موتها لعدة سنوات.

عالم البرزخ

ويتيح المعرض الذي يستمر إلى السابع من ديسمبر المقبل الفرصة للزوار لاستكشاف ما يدور في مخيلات الفنانين الشباب، وعلاقتهم بالتكنولوجيا وطرق مواجهتهم لمخاوفهم في الحياة، ورؤيتهم للحاضر والمستقبل ولعالم مشابه لـ «البرزخ».

ويقدم المعرض سلسلة من الأعمال التركيبية الجديدة التي تسرد مفهوم الفنانين الأربعة الخاص بالبيئة على اختلاف أنواعها سواء الطبيعية أو الاصطناعية أو الافتراضية.

ويطرح كل منهم سؤالاً مهماً يتلخص في كيفية إنشاء الكائنات البيولوجية البشرية وغير البشرية لعوالمنا الطبيعية والاصطناعية والافتراضية، ويناقش قدرتها على البقاء فيها والعيش في رحابها.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


أمن مجهول

ويتمحور المشروع الفني لأريج قاعود حول مفاهيم المخاطرة والتحضر لمواجهة الطوارئ والتي تكتسي، وفقاً للفنانة، طابعاً كوميدياً من شأنه التخفيف من سوداوية الظروف الصعبة التي قاستها عائلة الفنانة الفلسطينية.

ويتكون عمل «أمن مجهول» من قبة مطاطية حمراء اللون بارزة في منتصف الغرفة، مع غياب أي إرشادات أو توجيهات حول كيفية استعمالها، كما أنها تخفي الغرض الحقيقي الكامن وراءها، فلا توضح إذا كانت بهدف المرح أو الهروب من الكوارث.

ثقافة البوب

يقدم الفنان الإماراتي جميري في عمله الفني الضخم المُسمى «فاصلة» جزءاً من العالم الفريد الذي أبدعه على أرض المعرض، ويطرح تساؤلاً حول مصير الذكاء الاصطناعي بعد فناء المكونات المادية التكنولوجية.

ويحمل العمل الزوار في رحلة عبر 20 طناً من الرمال الصناعية المصبوغة بلون وردي فاقع، والذي يشيع استخدامه في منتجات ثقافة البوب وتصورات نهاية العالم.

وينظر جميري إلى الزوار بوصفهم «كيانات ذكية» تدخل إلى فضاء افتراضي، حيث يتواصل الزوار مع العمل بصورة مشابهة لتواصل الأصدقاء الافتراضي عبر فيسبوك.

غرفة مظلمة

يقدم أيمن زيداني «بين التشوش والتشابك» وهو عمل يطرح نظرة متأملة حول مفردات الطبيعة والتكنولوجيا، ويتألف من غرفة مظلمة تضم نباتات منارة بأضواء كهربائية تضفي عليها وهجاً وبريقاً بتدرجات مختلفة.

ويدرس العمل الحد الفاصل بين الحياة الطبيعية والإلكترونية عبر استخدام مصابيح LED الصناعية لتحفيز عملية نمو النباتات الطبيعية.

موجة هادئة

ويستعرض «موجة هادئة» للفنانة رجاء خالد تصميماً إبداعياً لأحد استديوهات اليوغا في عام 2021، وتقدم الفنانة عروض أداء برفقة عدد من أبرز مدربي اليوغا، ولكن الأمر الأكثر تميزاً في العرض هو عدم وجود أي حركات يوغا.

وتزدان المساحة بإبداعات من لون «الموجة الهادئة»، والذي من المتوقع أن يكون واحداً من الألوان الرئيسة الخمسة في تشكيلة ربيع وصيف 2021، علماً أن ذلك اللون يصنف أنه «لون تفاؤلي ومستقبلي ويقدم المزاج الأمثل لبداية العقد الجديد».

من الحياة اليومية

أكدت القيّمة الفنية لبرامج رواق الفن، آلاء إدريس، أن الفنانين أبدعوا في عكس رؤيتهم المستقبلية من خلال الاستعانة بأدوات الفن المفاهيمي والتراكيبي.

وأشارت إلى أن أعمال الفنانين المشاركين تكشف عن رؤيتهم لمشاهد من الحياة اليومية، سواء أكانت متعلقة بالمواقف السياسية أو البيئية أو المجتمعية، كما ترصد تأثيرات التكنولوجيا على الإنسان وتفاعلها معه.

وتابعت: «إن الرواق يتعاون مع الفنانين لإنتاج أعمال فنية غير تقليدية، فضلاً عن تصميم مطبوعات وكتيبات حول المعارض الفنية».