فاروق جويدة

سوف يبقى الـ 11 سبتمبر حدثا غامضا بين صفحات التاريخ، وسوف يدور ما بين الكارثة والمؤامرة، لأن حقيقة ما حدث بقيت حتى الآن فى ملفات مجهولة لم يصل إليها أحد.

عندما كنت أشاهد البرجين وهما كتلة من النيران، ظننت يومها أنّني أشاهد فيلما من أفلام هوليود الخرافية، وأنّ ما يحدث ليس أكثر من مشهد في أحد أفلام الرعب الأمريكية التى اعتدنا عليها، وبعد ذلك سرعان ما تكشّفت الحقيقة، وأدركت أن ما حدث كان مشهدا حقيقيا، كنت قد شاهدت البرجين حين زرت أمريكا فى بداية الثمانينيات، يومها أذهلتني سرعة المصعد وهو يقتحم الأدوار وحين شعرت بالدوار طلبت من مرافقي أن يوقف المصعد، وكنّا قد وصلنا إلى الدور الـ 40 أو الـ 50 وعدت إلى الأرض وكأنّني هبطت من السماء.

وحتى الآن أكاد لا أصدق أنّ مجموعة من الشباب قاموا بهذه المهمة التى هدمت البرجين وقتلت 3000 شخصاً، خاصة أنّ زعيم المجموعة لم يحاكم بعد، وأنّه سوف يقف أمام القضاء الأمريكي شهر يناير من عام 2021 لتبدأ محاكمته.

يدعى خالد شيخ محمد المتهم بتخطيط الهجمات، ولا أحد يعرف لماذا أجلت الإدارة الأمريكية القضية كل هذا الوقت خاصة أنّ هناك قضايا تعويضات رفعتها أسر الضحايا ولم تحسم بعد.

لم يكن هدم البرجين النتيجة الوحيدة لهذه الكارثة، ولكن امتدت آثاره لأطراف المعمورة، فكانت البداية احتلال أفغانستان في 2001، ومازال الشعب الأفغاني حتى الآن يعانى من التشريد، رغم أنّه لا يوجد بين المتهمين مواطن أفغاني واحد.

في عام 2003، كان احتلال العراق ودخول القوات الأمريكية عاصمة الرشيد تحت دعوى كاذبة أنّ لدى العراق أسلحة دمار شامل، ولليوم يدفع ثمن تهمة ظالمة انتهت بتخريب أغنى دولة عربية، ونهب ثرواتها بترولاً وآثاراً وتاريخاً وحضارة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


كان احتلال العراق بداية أكبر كارثة حلت بالعالم العربي منذ سقطت عواصم كثيرة بعد سقوط بغداد، وانقسم العراق على نفسه وتسللت إليه أطماع كثيرة ما بين إيران وتركيا وروسيا مع بقاء الاحتلال الأمريكي البغيض، فلقد استطاع الرئيس بوش الابن أن يفكك العالم العربي وأن يتركه أشلاء مبعثرة..

لا أحد يعلم هل كانت 11 سبتمبر مؤامرة من أجل اكتساح العالم كله بشبح الإرهاب، وهل كانت عملية مخابراتية ضخمة لفرض سيطرة أمريكا على العالم؟، لقد ظهرت كتابات كثيرة تُشكك فيما حدث، وتؤكد أنّ سقوط البرجين كان عملية استخباراتية، لا تملك تقنياتها إلاّ أمريكا وإسرائيل، وأن القضية سوف تبقى سراً من أسرار أجهزة المخابرات خاصة، أنّ جميع اليهود الذين كانوا يعملون في البرجين لم يذهبوا إلى أعمالهم يوم الكارثة.

إن أمريكا تحتفل كل عام بهذه الكارثة، والحقيقة أنّها لم تهدم برجين فقط، بل هدمت شعوبا وخربت أوطانا وتركت العالم حائرا ما بين الاستخبارات والإرهاب!.