مروة السنهوري

تجسد أعمال مصورين مشاركين في إكسبوجر 2019 لحظات خالدة، حيث تهرب من قيود الزمن لتتجلى تارة في شكل رمال تداعبها نسمات الرياح، وأخرى على هيئة معاناة إنسانية، وأحياناً على شكل منمنمات صغيرة تتسلل بجمالها إلى العقول قبل القلوب.

ويقدم إكسبوجر هذا العام سلسلة متنوعة من المعارض التي تبرز دور التصوير الفوتوغرافي من خلال عدسة 53 مصوراً يبوحون بتجاربهم التي مرّوا بها في رحلاتهم الطويلة، والظروف الصعبة التي واجهوها من أجل الوصول إلى لقطة مثالية.

وتنقسم المعارض إلى تصوير تجاري وفني وصحافي ووثائقي وغيرها من أنواع اتسمت بالإبداع وعنصر الدهشة.



كاميرات متجولة

ويحفل المهرجان بصور لعدسات أمضى أصحابها حياتهم مع الكاميرا بين قارات العالم المختلفة، لينقلوا مشاهد ولقطات تحمل كماً كبيراً من المفارقات، الأمر الذي حول هذه الصور إلى حكاية تروي قصصاً تنضح بالإنسانية.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وبدت الأعمال التي تركز على قضية «الهجرة» واضحة الملامح في المهرجان من خلال الكم الهائل من المعارض المشاركة حول هذه القضية ولعل أبرزها معرض المراسل جون مور التابع لمؤسسة «جيتي إميجيز» الحائز جائزة مسابقة الصورة العالمية «وورلد برس فوتو».

ويوثق المصور العقود الأخيرة التي أمضاها في تصوير قضايا وجوانب الهجرة غير الموثقة في أمريكا الوسطى والمكسيك إلى أمريكا.

وقربت عدسة مور الواقع والمأساة بشكل واسع، مؤكداً «أنه وبعد تزايد وتيرة الهجرة كان من واجبه كمصور أن يسلط الضوء على قضية الهجرة والوطن والترحال للدخول في عوالمها المسكونة بتجليات تتمحور حول تلك القضية الإنسانية المهمة».



تلاعب بالواقع والخيال

ويوظف المصور غابريل ويكبولد الضوء عبر معرض النور، ليقدم قصصاً إنسانية ويبحث عن الإلهام لدى الإنسان المعاصر عبر تسليط الضوء على قضايا مثل الاستدامة، الشيخوخة، الاعتماد على التكنولوجيا وتمكين المرأة وغيرها.

وأفاد «الرؤية» بأن المعرض يجمع بين تقنيات التصوير المختلفة، وذلك من خلال تلوين وجوه العارضين وتزيين وجوههم بعناصر مختلفة من الجزيئات البراقة والنتيجة كانت ألواناً زاهية تلتقطها الكاميرا بشكل رائع.

ويحاول غابرييل عبر أعماله ترك أثر نفسي في المتلقي، حيث تحمل أعماله الكثير من المفاهيم والأفكار التي تؤدي إلى دور أكثر من مجرد كونها صورة لافتة للأنظار، إذ يتلاعب المصور بالخيال والواقع بطريقة جريئة.

وأكد أنه يستهدف إظهار ملامح الوجوه وتعبيراتها عبر التوظيف الجيد للعناصر المؤثرة في التصوير مثل الإضاءة، منوهاً بأن تعبير الوجه والشخصية يتغير بتغير الضوء الساقط عليها.



الاهتمام بالتفاصيل

ومن القارة السمراء يشارك الفنان السنغالي عمر فيكتور ديوب بمجموعة واسعة من الصور تستلهم الجمال في أفريقيا وتضيء على أهمية الكتاب في حياة أبناء القارة، وعلاقة القراءة بالتراث الأفريقي للتعبير عن الثراء الثقافي الغني للأفارقة.

وعبر فيكتور عن سعادته بوجوده في المهرجان الذي وصفه بـ«العالمي»، مشيراً إلى أن ما يميز المهرجان هو الاهتمام بكل التفاصيل الدقيقة عبر رؤية احترافية عالمية.

ويقدم المصور السنغالي صوراً تكسر أفق المتوقع عن قارة لطالما عانت من الحروب والمجاعة، حيث يأخذنا فيكتور في رحلة إنسانية تكشف الوجه المشرق لأفريقيا.

اتخذ فيكتور من الملامح التعبيرية للشخصيات برفقة الكتب مدخلاً إلى ذواتهم اعتماداً على المسافة العاطفية والتفاعلية بين الشخصية وبؤرة الكاميرا.يسلط المصور آيرا بلوك الذي يعمل في منظمة ناشيونال جيوغرافيك، عبر مشاركته الضوء على شغف الشعب الكوبي ومحبتهم للعبة البيسبول في معرض «كوبا تحب البيسبول».

وأكد أنه يحاول عبر 20 صورة توثيق ثقافات الشعوب عبر التصوير الرياضي، مؤكداً أن الصورة بوابة جيدة للتعرف إلى الآخر.كوبا تحب البيسبول