فينيامين بوبوف

قبل بضعة أيام، شهدت أنقرة اجتماع قمة رؤساء روسيا وتركيا وإيران، وكانت عملية التسوية السياسية في سوريا، قد أُعلن عن انطلاقها بعد أن توصل الرؤساء الثلاثة لاتفاق يقضي بتشكيل اللجنة الدستورية من 150 عضوا،ً وبحيث تكون متكافئة ومرضية لكافة الأطراف المعنية بالأزمة.

وأكد الرؤساء على أن المهمة الأكثر استعجالاً الآن تكمن ببدء العمل بتشكيل اللجنة ومن دون أي تأخير.

وبعد مرور بضعة أيام على الاجتماع، حاولت الولايات المتحدة بدعم من بعض الدول الغربية وتحت ذريعة حلّ القضايا الإنسانية، التوصل إلى قرار من مجلس الأمن كان من شأنه أن يوفر الظروف المناسبة للإرهابيين في إدلب، وكان الهدف الأساسي لهذا المسعى هو إنقاذ الإرهابيين الدوليين المختبئين في المدينة من الهزيمة النهائية، وإظهار روسيا وسوريا على أنهما الجانيتان المسؤولتان عما يحدث في هذه المحافظة السورية.

ولعل مما يدعو للدهشة هو أن هذا «النشاط الإنساني» للقوى الغربية كان يتزامن في كل مرة مع سقوط منطقة جديدة في أيادي المتطرفين، وهذا ما حدث في حلب وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق، وهو ما يحدث الآن في إدلب مع تقدم القوات الحكومية السورية إلى معاقل الإرهابيين، حيث تحول هؤلاء بشكل مفاجىء إلى ممثلين للمعارضة السورية، وبدأ بعض السياسيين الأمريكيين بالزعم بأن ما يسمى «هيئة تحرير الشام» المنتشرة في إدلب، تحولت إلى هيكل مسؤول يمكنه أن يؤسس لحياة سلمية، وكنا قد سمعنا مثل هذا الكلام عن جبهة النصرة السابقة بالرغم من أن كلتا الحركتين تم تصنيفهما في مجلس الأمن ضمن الحركات الإرهابية.

وانتهت مرحلة الصراع المسلح للأزمة السورية، وبات الاهتمام مركزاً على جهود التسوية السياسية المكملة لهذا التطور، وأصبحنا الآن بالفعل أمام طريق طويل، ولا بدّ لهذه الجهود المركزة بما فيها تلك التي تتكفل بها الأمم المتحدة، أن تلقى الدعم ولكن ليس لاستغلال المظاهر الإنسانية لتحقيق مآرب سياسية.

وأولئك الذين يواصلون الحرب، والذين قرروا تدمير الدولة السورية وإيقاع الشرور والأضرار بالمواطنين الأبرياء، هم الإرهابيون الحقيقيون، وليس من المقبول أبداً التغطية عليهم وتقديمهم على أنهم يمثلون المعارضة المعتدلة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وكنتيجة لهذا النقاش، استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مسودة مشروع القرار الغربي حول إدلب، وأعقب ذلك إسقاط مسودة مشروع القرار الروسي – الصيني من طرف البلدان الغربية.

وتتمثل المهمة العاجلة الآن باتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين الوضع الإنساني في إدلب وفي وبقية أنحاء سوريا.