عبدالله المهيري

عند الحديث عن الخصوصية في الإنترنت، لا بد أن تسمع بعض الآراء التي تقول باختصار أنها لا تهتم بالخصوصية لأن لا شيئاً يستحق الإخفاء، وهذا رأي ساذج لأنه ينسى أو يتجاهل أن الخصوصية حق أساسي لكل فرد، كون الفرد يقع أو لا يقع في الخطأ لا يهم هنا، وفي النهاية من حقك كإنسان أن تكون في مكان خاص بك، دون أن يتابعك ويراقبك الآخرون.

في الشبكة، ولأننا نستخدم تقنيات صممت لتترك أثراً خلفها، يمكن لأي جهة أن تتابع ما تفعله، ويمكنك أن تحمي نفسك باستخدام بعض البرامج، وإضافات المتصفحات، ويتفاوت مستوى الحماية من البسيط حتى الحماية شبه التامة، لكن هذا المستوى يجعل فعل بعض الأشياء صعباً مثل التسوق مثلاً أو المشاركة في أي موقع.

وعلى أرض الواقع وفي كثير من مدن العالم، لا يمكن للفرد أن يخرج من منزله دون أن تتابعه الكاميرات في كل مكان، فوق ذلك هذه الكاميرات تدار ببرامج تتعرف على وجوه الناس، وهذا يعني أن يعرف البرنامج أين كنت ومتى وبمن التقيت، هذه التقنيات تستخدم بدواعي حماية الناس من الجريمة مثلاً، لكنها تستخدم أيضاً للقمع كما يحدث حالياً في دولة آسيوية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

آراء أخرى حول الخصوصية تقول بأن الأمر حتمي، لا مفر من استخدام هذه التقنيات الرقمية للمراقبة لأن الكل يفعل ذلك، وهذه آراء انهزامية لأنه لا شيء حتمي ما دام أن لدينا القدرة على اتخاذ القرار وتقدير الأمور.. أمور كثيرة كانت حتمية حتى ظهر من يقاومها ويرفضها، فالتغيير ممكن وعدم فعل شيء سيجعل أسوأ ما نتوقعه حتمياً.